السلام عليكم سيدتي أميمة.. يعلم ربنا أننى أرتاح عندما أشكى لحضرتك مشكلتي.. فأنا أرسلت لكِ مشكلة من عدة أشهر وحضرتك أرسلتِ لى الحل بكل بساطة.. وجزاكِ الله كل خير. أما مشكلتى الآن أننى شخص متدين، من البيت للصلاة إلى الشغل، ولم أذهب إلى أى مكان آخر، والحمد لله أمتلك أمانة كبيرة بداخلي، فلا أقبل أن يدخل جيبى جنيه حرام، والناس تثق فى إلى الآن.. ولكن منذ 5 سنوات جاءت عمتى لزيارتنا وقضت يومًا ممتعًا معنا، ثم سافرت إلى بلدتها، وفقدت ساعتها عندنا فاتصلت بأبى فقال لها: لم أجد شيئا.. فاتصلت بي، وأنا بحثت عنها وبالفعل وجدتها فى نفس المكان الذى كان أبى يبحث فيه، فاتهمنى بسرقتها وكانت ساعة رخيصة الثمن، ثم أبلغ أبى عمتى بأننى أنا السارق، وعمتى اتصلت بأمى وقالت لها: "ابنك حرامي". ويعلم ربى ما بداخلى أنا الآن فلقد فقدت ثقتى بالناس فعندما يقولون لي: وأنت آتٍ من الصلاة هات طلبات كذا وكذا.. وأنا ذاهب أقول سوف يشك فى إذا الشيء ثمنه ارتفع، فأقول للبائع: أعطنى فاتورة بها تفاصيل ما اشتريت.. حتى لا يشكوا فيّ.. وانتظرت كل هذه الفترة على أمل أن أنسى هذه المشكلة بسهولة ولكنى لم أستطع نسيانها.. فأرجو منك دكتورة أميمة أن تعيدى لى ثقتى فى نفسى وثقتى فى الناس.. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلا بك أخى الكريم، نعم تذكرتك من بريدك الإلكتروني، فقصتك السابقة كان لها أثر كبير على القراء الأفاضل.. وأشعر جداً بمعاناتك الكبيرة من شعورك بالظلم، فهناك الكثير من الأمور التى يعتقد البعض أنها بسيطة وربما تافهة، ولكنها فى حقيقة الأمر تتسبب فى آثارٍ نفسية عميقة إن لم تجرح ولو جرحا بسيطا فى مشاعر الآخرين!! ولكن لى سؤال: هل تعتقد أن هناك منا من لم يُظلم أبدًا؟! بل وقد نكون نحن أنفسنا أيضاً قد جرحنا البعض وظلمناهم دون قصد منا! فجميعنا يا أخى ذاق مرارة الظلم رغم تفاوت وتباين درجات الظلم الواقع علينا ومدى شعورنا به.. ولعل الله تعالى قد أذاق بعضنا مرارة الظلم حتى يكونوا أحرص الناس على مشاعر المحيطين بهم عن غيرهم.. وأنت هنا تعرضت للظلم من أقرب الناس إليك، ووالدك قد أخطأ لا محالة.. ولكن أتمنى أن تلتمس له العذر، فربما وقتها هو استشعر الحرج من عمتك وخشى أن تتهمه عمتك آنذاك لخلفيات يعرفها هو وحده فى شخصيتها.. فعليك أخى أن تفترض أنك كنت فى هذه اللحظة تفتدى أباك، وأعتقد أنك لو وُضعت فى خيار حاليا لتفتدى والدك، لضحيت بنفسك حتى تنقذه.. ويكفيك أن تتخيل الموقف هكذا لتهدأ وترضى بما حدث من أبيك وتغفر له زلته.. ثم عليك أن تحمد الله لأنه ربما أراد أن يختارك لهذا الموقف حتى يعلمك العدل وتحرى الدقة فى إنصاف المظلوم، فلا تظلم أى شخص يقابلك فى حياتك فيما بعد، وخاصةً أبنائك فى المستقبل إن شاء الله. ونصيحتى الأخيرة لك.. طالما تثق بأنك تتقى الله تعالى، ولا تفعل إلا ما يرضيه عز وجل ثم لا تؤذى أى شخص، وتثق أيضاً تمام الثقة بطيب مطعمك وكما تقول: بأنه لا يدخل جيبك أى مال حرام.. فكل هذا يكفيك فخراً واعتزازا بنفسك، وأولاً وأخيراً يكفيك أن الله تعالى يعلم نواياك الطيبة وأنك على الحق وأنه سوف ينصفك ويظهر الحق وسيعوضك خيراً كثيراً.. ولكن بالنسبة لوالدك فحاول قدر استطاعتك أن تؤكد له أنك لم تحاول سرقة ساعة عمتك، فإما أنه لن يصدقك، فاصبر واحتسب، وإما صدقك فاطلب منه أن يحاول تصحيح المفهوم السيئ لدى أخته، وهى بدورها إما قد تقتنع وقتها، وقد لا تقتنع وتكون قصت الأمر على أبنائها أو غيرهم، وهنا فلا تهتم إطلاقاً واترك الأمر لله تعالى، وعليك أن تتصرف بشكل طبيعى جداً ولا تهتم أبداً لرأى الغير مهما حدث ومهما توقعت من سوء ظنهم بك.. فهناك أصناف من البشر نفوسهم ضعيفة وتتسم دائماً بسوء الظن، فهؤلاء مهما بررت لهم موقفك أو أتيت لهم بدلائل وبراهين براءتك، فلن يصدقوك، لأنهم يتمنون خطأك، وبالتالى أنت الخاسر إذا ما ضيعت وقتك وأرهقت نفسك معهم.. ويكفيك وقتها أنك سوف تأخذ من حسناتهم ويأخذون هم من سيئاتك، فكما قال تعالى: "إن بعض الظن إثم". ................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الدكتورة / أميمة السيد:- [email protected] مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ............................................................................................. تذكرة للقراء:- السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم بها تباعاً يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.