في أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما يتبعه من نقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ووسط احتجاجات عربية ودولية بقرار "ترامب"، ومطالبة البعض بمقاطعة عربية لكل من إسرائيل والولاياتالمتحدة، تأتي تصريحات رسمية من قبل مسئولين مصريين، بأن "مصر ليست لها مصلحة في مواجهة أمريكا"، حيث يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقديم دعمه الكامل للفلسطينيين، ولكن مصلحة مصر لابد أن تأتي دائمًا في المقام الأول، بحسب ما ذكرته صحيفة "إسرائيل ناشونال نيوز" الإسرائيلية. قال مسئول مصري لصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إن "بلاده ليست لديها مصلحة في مواجهة الولاياتالمتحدة على اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، حتى عندما هاجم ممثلو الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إسرائيل والرئيس دونالد ترامب". وفى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي أمس، الأربعاء، ترأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عارضت الدول ذات الأغلبية المسلمة اعتراف الرئيس "ترامب" بالقدس عاصمة لإسرائيل من خلال إعلانهم القدس عاصمة دولة فلسطين المستقبلية. في وقت مبكر أشار دبلوماسي رفيع المستوى، إلى أن أنقرة سوف تدفع دول منظمة المؤتمر الإسلامي، في خطوة مضادة، كالاعتراف ب"القدسالشرقية" عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، خلال اجتماع لوزراء خارجية المنظمة قبل القمة "إن هذه الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة تضفي الشرعية على احتلال القدس". وأضاف "لن نكون صامتين"، مطالبًا الدول بالاعتراف ب"فلسطين" على أساس حدود إسرائيل قبل 1967، وإعلان القدسالشرقية عاصمة لها، مؤكدًا أن "هذا الاضطهاد يقلل من فرص السلام والتعايش". في حين اتهم "أردوغان"، الرئيس "ترامب" ب"العقلية الصهيونية"، إذ قال: "المالك الحقيقي لهذه الأراضي هي فلسطين، السيد ترامب يريد أن يجعل كل هذا ملكًا لإسرائيل، هذا هو نتاج الفكر الإنجيلي والعقلية الصهيونية". ونوه "بأن لم يعد هناك مجال لأي سؤال حول إمكانية أن تكون الولاياتالمتحدة وسيطًا نزيهًا في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، نقلاً عن وكالة "فرانس 24" الإخبارية. وردًا على موقف المواجهة الذي اتخذته تركيا، قال المصدر المصري نفسه: "القدس عزيزة علينا بالنسبة لأي عربي أو مسلم في العالم، ولكن ليس لدينا مصلحة في مواجهة الولاياتالمتحدة أو إسرائيل، وقد أوضحت للفلسطينيين، أنها سوف يتلقون الدعم، ولكن المصالح المصرية تأتي أولًا". وأردف "مع كل الاحترام الواجب لأردوغان، مصر لديها مصالحها الخاصة ولن تشارك في الحملة التي يقودها أردوغان، الذي سيدفع الثمن في نهاية المطاف".