قام مجموعة من الشباب الجامعى برفع شعار "لا للتشرد"، وأطلقوا حملة للقضاء على الظاهرة فى مصر، وكان هدفهم عمل دار للمُشردين يعيشون فيها بكرامة. صاحب الفكرة هو طالب جامعى فى كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، ويدعى محمود درج، ومعه طلاب جامعيون من محافظة الشرقية، بدأت فكرتهم من العطف على المشردين فى الشوارع وتطوعوا لتقديم وجبة وملبس نظيف، ثم بعد ذلك قاموا بعمل دار للإيواء لهم بالمحافظة، ونجحوا فى إعادة عدد كبير لأسرهم بعد التعرف عليهم من خلال صفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك "واستطاعوا القضاء على نسبة كبيرة من المشردين فى أقل من عامين. الشباب أطلقوا على أنفسهم اسم "فريق بسمة" حيث استطاعوا أن يضعوا البسمة على وجوه البؤساء. وبرغم أنهم طلاب بكليات مختلفة معظمهم من كلية الهندسة، إلا أنهم لم تشغلهم الدراسة عن المشاركة فى عمل الخير وتقديم العون لغيرهم. وتطورت فكرة الشباب، وقاموا بإشهار جمعية خيرية برقم 3412 لسنة 2016، ليقننوا أوضاعهم بعدما تعرضوا إلى مضايقات من بعض الجهات. وتضم الجمعية، العديد من المشردين الذين ليس لهم مأوى ولم يقتصروا فى عملهم على محافظة الشرقية، بل استقبلت الدار عددًا من المشردين فى المحافظات الأخرى. وأكد الشباب القائم على فكرة دار بسمة للإيواء والكائنة فى منطقة السلام خلف جامعة الزقازيق، أن الدار عبارة عن مبنى من 3 طوابق الدور الأول مقر الجمعية واستقبال الحالات من خلال الشباب المتطوع بشكل دائم بالتناوب بينهم، والطابق الثانى مخصص للسيدات، والطابق الثالث مخصص للرجال، وتم تجهيزها بالأسرة وشاشات التلفاز والثلاجات وجميع متطلبات الحياة. وأضاف درج، الطالب بالهندسة وصاحب الفكرة ورئيس مجلس إدارة الجمعية، أننا نقوم بالجهود الذاتية بمساعدة المشردين، وتوفير مأوى لهم أو على الأقل توفير وجبات وملابس، لافتا إلى أنه فى البداية واجهتهم صعوبات كثيرة بسبب الروتين العقيم، وخاصة عند إشهار الجمعية لتقنين أوضاعهم أو من خلال التعامل مع بعض الحالات الصعبة. وأوضح أن العديد من الحالات بعد نقلهم للدار ونشر صورهم على صفحة "فيس بوك" تلقينا اتصالات من أهاليهم للتعرف عليهم، إلا أننا فى كل حالة نتبع الشروط القانونية ونتوجه لقسم الشرطة لتحرير محضر والتحرى من صحة الواقعة. وعن أشهر الحالات التى عادت لأسرتها، أوضح أنها حالة عم "أبو شوال" وهو أشهر مشرد فى مركز بلبيس، الذى يعيش منذ أكثر من 35 عامًا بالشارع، وكان من جنود حرب أكتوبر، وتم النصب عليه فى أرضه التى كفاءته بها الدولة بعد الحرب، وتعرض لصدمة نفسية وهذيان جعله يترك منزله ولا يعود إليه، بالإضافة إلى "أيمن"، وهو شاب من القاهرة، كان يعمل "بائع كبدة" وتعرض لصدمة عاطفية وأصيب مما جعله يترك منزله ويسكن فى الشارع.