أكد وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية، حسب الرسول بدر، الأربعاء، أن "السودانيين -أحفاد السلطان علي دينار- سيقفون مع تركيا كسابق عهدهم". جاء ذلك خلال مشاركته إلى جانب وزير السياحة والثقافة التركي، نعمان قورتلموش، في افتتاح مركز ل"معهد يونس أمره" بالعاصمة الخرطوم؛ حيث شدد الوزير التركي على أن بلاده لن تنسى وقفة السلطان دينار إلى جانب الدولة العثمانية حتى نال الشهادة عام 1916. وأشاد الوزير بدر بمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أنه "أثبت خلال فترة حكمه قوة الإسلام، وقدرة قادته على الدفاع عن حقوق الأمة". وأضاف: "العالم الآن يمر بتحديات كبيرة، وعلينا العمل معاً لمواجهتها". ويعد السلطان علي دينار آخر سلاطين سلطنة الفور، أو ما عٌرف لاحقا ب"إقليم دارفور"، وكان أحد حلفاء الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. وينسب إليه حفر "أبيار علي" ميقات أهل المدينة للإحرام والحج، وظل لعشرين عاما خلال فترة حكمه يرسل كسوة الكعبة عند موسم الحج. من جانبه، قال وزير السياحة والثقافة التركي، نعمان قورتلموش، خلال المناسبة ذاتها، إن "العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي كانت مفروضة على السودان منذ عشرين عاماً، وتم رفعها، الشهر الماضي، ما هي إلا أحد أدوات الإمبريالية العالمية لتعطيل نمو الدول وأخذ مواردها". وأضاف قورتلموش: "القوى الاستعمارية دخلت سابقاً إلى إفريقيا، ونهبت ثرواتها ومواردها، وبدأت تظهرها وكأنها ملكها". ومضى قائلاً: "الآن يقومون بذلك لكن تحت غطاء الإمبريالية". وهنأ الشعب السوداني برفع العقوبات القتصادية الأمريكية عنه. وفي 6 أكتوبر، رفعت الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية وحظر تجاري على السودان، فرضته منذ 1997؛، نتيجة لالتزامه بخطة "المسارات الخمس". وتضمنت المسارات الخمس: تعاون السودان مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والعمل على تحقيق السلام بجنوب السودان، والشأن الإنساني وإيصال المساعدات للمتضررين في مناطق النزاعات. وأشار قورتلموش إلى أن "الأفارقة يعرفون ذلك جيداً". واستدرك: "لذلك ينظرون إلى أصحاب اليد البيضاء (الغربيين) الذين يمدون لهم يد المساعدة بأنهم في الأصل سارقين لمواردهم". واستطرد قائلاً: "تركيا تعمل على غير ذلك، وتقوم شراكتها على المنافع المتبادلة، وبناء المصالح المشتركة النافعة؛ لذلك تستقبل المدن الإفريقية من مدينة تمبكتو في مالي وحتى الخرطوم الأتراك بكل بشاشة وترحاب". ودعا "الدول الإفريقية إلى العمل على إظهار قوتها الاقتصادية ومواردها الضخمة". وأكد المسؤول التركي أن بلاده "لن تنسى السودان خاصة وقفة السلطان علي دينار (1856 – 1916) الذي وقف إلى جانب الدولة العثمانية حتى استشهد في إقليم دارفور(غرب) وهو حليفاً لنا". وأشار إلى وقفة السودانيين مع الحكومة التركية عقب المحاولة الإنقلابية الفاشلة منتصف يوليو 2016، قائلاً: "كانت دعواتكم تصلنا في الميادين، ورأيناكم تساندوننا برفضكم لها في شوارعكم". وأعلن عن تبني الحكومة التركية عبر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" مشروعا لصيانة وإعادة إعمار قصر السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، غربي السودان.