غضب الكثير من علماء الأزهر، خاصة الذين هم ضيوفاً بإستمرار علي الفضائيات، او حتي بعضهم يقومون بتقديم برامج عليها تتضمن الحديث في امور الدين والدنيا وحتي السياسة، وذلك بعدما أعلن الأزهر عن قائمة الخمسين مفتياً والذين يحق لهم الظهور في الفضائيات للفتوي، معظم هؤلاء الغاضبين يعتقدون أنهم الأحق بالفتوي، لأسباب بعضها يتعلق بالدرجة العلمية ورضي مالكي الفضائيات وبعض الجهات عنهم، وبعضها يتعلق بما قدموه سابقاً من فتاوي أو آراء مطلوبة لبعض المواقف التي كانت مطلوبة في وقتها لمقتضيات الأحوال، ومن ثم فقد نالوا من المكافئات وأيضاً الحظوة والقربي من أصحاب الشأن، البعض أيضاً يعتقد في نفسه انه هو الأكثر علماً والأهم مرجعية للفتوي، ولسان حالهم مقولة "لا يُفتي ومالك في المدينة"، والمقصود هو التشبه بمكانة الامام ملك رضي الله عنه عندما كان هو الاكثر علماً والمرجعية الحقيقة للفتوي في زمانه. أحد هؤلاء الغاضبين لخلو قائمة الخمسين المفتيين من إسمه، وهو أستاذ فقه بجامعة الازهر، -ولعلماء الأزهر كل الإحترام والتقدير، وهو كثير الظهور في أغلب الفضائيات، كان ضيفاً علي إحدي الفضائيات وفي لهجة بعيدة عن الرضا ويملأها الإستياء والغضب من خلو قائمة المفتيين من إسمه، حيث قال مهدداً "من الآن فصاعداً، اي حد يسألني عن أي شيء هقوله إسأل القائمة، ثم اضاف "شيلنا الوطن في أيام الكثيرين ما كانوا مختبئين في الذرة والقصب...". للأسف هذا الكلام يعبر عن حالنا، وتوصيف صادق عن ما يدور في نفوس بعضنا، حيث يتبين لنا كيف وإلي أي حد تجري امورنا حتي في اعلي درجاتها ومستوياتها، مجري التحاسد والعراك والأحقاد والمرارة، والتي تسيطر عليها الاهواء والمصالح الشخصية، بالقدر الذي تبعد فيه عن إنكار الذات أوالإعلاء من مصلحة الوطن والمصلحة العامة، فالبعض إذا ما وجد الفرصة قد ضاعت منه، إنبري يسفه ويتهم الآخرين بالانانية والنقص في الكفاءة قياساً إلي علمه وكفاءته هو!!!.
السؤال الذي يلح علينا هو لماذا هذا الإصرار علي الإستمرار من بعض شيوخ الفضائيات لتصدر المشهد سواء للفتوي أو الوعظ في أمور الدين والدنيا، بالرغم من التردي الواضح الذي نراه في القيم الخلقية وفي سلوكيات الناس، سواء في الاسرة، او في العمل أو في الشارع أوفي الأسواق منذ ان تصدر هؤلاء المشهد الوعظي، لست أدري لماذا تذكرت الآية الكريمة في سورة التوبة والتي تخاطب الرسول "ومنهم من يلمزك في الصدقات، فإن إعطوا منها رضوا، وإن لم يعطوا منها إذاهم يسخطون".