كشف تقرير لشبكة "بى بى سى"عن أماكن الحكام الذين انتهت ولايتهم أو صلاحيتهم، لأنه عادة عندما يطاح بحاكم أو رئيس فإنه يتجه إلى المنفى طوعا أو كرها لتجنب نزاع أو حرب أهلية. وحسب التقرير، أن رئيس زيمبابوي روبرت موجابي قد أعلن أنه متمسك بالسلطة حتى يقول الله كلمته، ولكن يبدو أنه وفي سن ال 93 سيتخلى عنها بتدخل بشري. ولاشك أن موجابى ي الذي ظل في الحكم 37 سنة سيبدأ في التفكير في مستقبله، هل سيحصل على فيلا تطل عليها الشمس باعتباره رجلا قويا من الماضي؟. وأوضح التقرير بعض الأماكن والبلدان المفضلة للزعماء الذين انتهت ولايتهم ،منها على سبيل المثال فرنسا وبعض الدول العربية. تعتبر فرنسا، ذات التاريخ الاستعماري في أفريقيا، مقصدا يحظى بالشعبية، فهناك رئيسان سابقان لجمهورية أفريقيا الوسطى فضلا عن أسرة رئيس رواندا السابق جوفينال هيبياريمانا. ووجهت البعض الآخر عواطفه السياسية. إيريك هونيكر في تشيلي عام 1993 فقد هرب رئيس ألمانياالشرقية السابق إيريك هونيكر إلى موسكو ومنها إلى تشيلي بعد سقوط جدار برلين. وفي عام 1986 هرب رئيس الفلبين السابق فرديناند ماركوس من بلاده إلى هاواي بعد أن حثه حليفه السابق الرئيس الأمريكي حينئذ رونالد ريغان على التنحي. وتعد السعودية رهانا طيبا للحكام الذين لم يبق لهم الكثير من الأصدقاء، فحاكم أوغندا السابق عيدي أمين هرب لها وفيها توفي عام 2003 وبعد ذلك ب 8 أعوام فر إليها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. هل يسيء ذلك للدولة المضيفة؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو.. هل يسيء استضافة حاكم مطاح به للدولة المضيفة؟ والإجابة هي ليس دائما.. فأغلب هؤلاء الحكام يريدون تقاعدا هادئا يتجنبون فيه سيناريو المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وعرض اللجوء قد يكون جيدا للعلاقات الدبلوماسية ففي حالة بن علي أصدرت السعودية بيانا قالت فيه: " بالنظر لقلقنا إزاء الظروف الاستثنائية التي تمر بها تونس الشقيقة ودعما للأمن والاستقرار فيها فإن الحكومة السعودية ترحب بالرئيس زين العابدين بن علي وأسرته في المملكة." السعودية استضافت بن علي وأسرته وفي حالة موجابي فإن الدول الأفريقية ستكون سعيدة باستقباله ولكن وجود زوجته جريس البالغة من العمر 52 عاما قد يكون مثيرا للإزعاج فهي لم تخف طموحاتها، وقد تستخدم البلد المضيف كقاعدة للتدخل في زيمبابوي مما قد يدمر علاقاته بحكام اللبد الجدد. أين يمكن أن يذهب موجابي؟ لدى أسرة موجابي عقارات في ماليزيا وجنوب أفريقيا وربما دبي ولكن المراقبين للشؤون الأفريقية يقولون إنه قد يتوجه إلى سنغافورة. ويقول الدكتور فيل كلارك، المتخصص في الشؤون الأفريقية بجامعة لندن: " إن لديه خيارات عديدة، وهو يذهب إلى سنغافورة للعلاج منذ أكثر من عقد ويبدو أن له علاقات صداقة مع السلطات هناك." موجابي يتردد على سنغافورة للعلاج منذ أكثر من عقد وربما يتوجه موجابي إلى جنوب أفريقيا حيث يرتبط بصداقة قوية مع رئيسها جاكوب زوما كما توجد علاقات تاريخية بين البلدين. ولكن الدكتور كلارك يستبعد ذلك قائلا إن زوما سيجد صعوبة في تفسير خطوة كهذه لحزبه. كما أن جريس موجابي تواجه متاعبا هناك حيث تواجه الاتهام بالاعتداء على عارضة بأحد فنادق جوهانسبرج وقد حمتها الحصانة الدبلوماسية، ولكن بخروج زوجها من السلطة تذهب تلك الحصانة. اللاعبون الرئيسيون في أزمة زيمبابوي سيدة زيمبابوي الأولى "جوتشي جريس" وبصفة عامة قد لا يضطر موجابي لمغادرة أفريقيا فهناك توغو وغينيا الاستوائية والمغرب فجميعها استضافت حكاما سابقين. والمثير للسخرية أن زيمبابوي نفسها كانت قد استضافت إمبراطور إثيوبيا السابق منغستو هيلا ماريام الذي أطيح به من الحكم في السبعينيات، والذي عاش حياة رغدة في زيمبابوي بفضل صداقته بموجابي.