شكلت تصريحات وزير الخارجية سامح شكري التي ألمح فيها إلى تحسن في العلاقات بين مصر وتركيا، وأنه قد يزور الأخيرة قريبًا، تطوراً لافتًا في مسار العلاقات بين القاهرةوأنقرة, بعد سنوات من التوتر الذي شهدته منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وقال شكري، في مقابلة تليفزيونية مساء الأحد، إن هناك علاقات تجارية مع تركيا نحرص عليها ويجب أن تستمر، وإنه من الوارد أن يزور أنقرة، معربًا عن أمله أن تعود العلاقات المصرية التركية لمستوى "يحقق مصالح شعبي البلدين". وبخصوص العلاقات المصرية التركية الحالية، علق شكري: "هناك علاقات تجارية نحرص عليها لأنها فيها منفعة لنا من حيث الاستثمارات ومن حيث العمالة، ويجب أن تستمر طالما ليس لها أي مضار على الأمن القومي المصري" وفي يوليو الماضي، أعلنت مصر، ارتفاع صادراتها للسوق التركي خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، بنسبة 52%، لتصل إلى 837.2 مليون دولار مقارنةً ب549.4 خلال نفس الفترة من 2016. وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا نحو 4.176 مليار دولار خلال 2016، مقابل 4.341 مليار دولار خلال 2015، وفقاً لبيانات التجارة والصناعة المصرية. وأكد وزير الخارجية انفتاح مصر على إتمام علاقة سياسية مع تركيا شريطة أن يكون هناك قرار تركيًا بخصوص ذلك، وقال: "بخصوص العلاقة السياسية (مع تركيا) مصر دائماً تؤكد أنها منفتحة لكن لابد أن يأتي القرار من جانب الحكومة التركية". السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, قال إن "هناك العديد من المصالح المشتركة بين القاهرةوأنقرة, بالإضافة إلى تقارب وجهات النظر والاتفاق حول مواقف دولية معينة مثل انفصال إقليم كردستان العراق"، مشيرًا إلى أن "الفتور الذي تشهده العلاقات لا يعنى قطع العلاقات نهائيًا بين الدولتين, خاصة وأن تركيا لديها استثمارات عديدة في مصر". وأوضح بيومي ل"المصريون" أنه "من مصلحة الطرفين عدم إطالة أمد الخلاف, فتركيا ومصر يشكلان أقوى دولتين في الشرق الأوسط, ومن ثم التقارب سيأتي بثمار إيجابية كبيرة للطرفين". وأشار إلى أن "تركيا كانت ولا تزال تتدخل في الشئون المصرية, الأمر الذي أدى إلى فتور في العلاقات, ولكي تعود العلاقات يجب على الجانب الكف عن التدخل في الشئون المصرية وتسليم قيادات الإخوان الهاربة". وقال سعيد اللاوندي, خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام", إن "تركيا امتنعت في الآونة الأخيرة عن التدخل في شئون مصر الداخلية, الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام عودة العلاقات بين البلديين, لكن يبقي قيادات الإخوان التي تحتضنهم تركيا لديها بالإضافة إلى القنوات التي تبث الكراهية من هناك العائق الأكبر أمام توطيد العلاقات مجددًا". وأضاف ل"المصريون": "تركيا تأكدت من مكانة مصر في الشرق الأوسط في مسألة ضمان استقرار المنطقة, لذلك أعادت النظر ولم تعد تتدخل في شئون مصر الداخلية, كما أن الشعب التركي يختلف تمامًا عن سياسات بلاده الخارجية، وهناك تقارب بين الشعوب أكثر من الدبلوماسي, ولا بد أن يأتي اليوم الذي تعود فيه العلاقات بين البلدين". والعام الماضي، صرح الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه "لا يوجد أي عداء بين شعبي مصر وتركيا" في تعليقه على العلاقات بين البلدين. وعقَّب وقتها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على تلك التصريحات قائلاً، إنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر وعقد لقاءات بين مسؤولي البلدين، رغم استمرار الموقف الرسمي التركي الرافض للإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بمصر.