تسبب ارتفاع الأسعار ، في حدوث قفزة كبيرة في أسعار المقابر حيث تخطت الزيادة نسبة المئة بالمئة، وفق عاملين في المجال ، ما تسبب في ضغط كبير على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، حيث لا يتمكن الكثيرون من توفير المال اللازم لشراء مدفن ملائم يجمع رفات ذويهم. واحتلت القاهرة المرتبة الأولى بين المحافظات من حيث حالات الوفيات بعدد 85.7 ألف حالة عام 2016، مقابل 89.8 ألف حالة في 2015، بانخفاض قدره 4.5 بالمئة، وفق الإحصاءات الحكومية. وأكد سماسرة عاملون في بناء وبيع المدافن بمحافظة القاهرة أن تداعيات الإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها الحكومة منذ نهاية 2015، لم تقتصر على حياة ومعيشة المواطنين اليومية فحسب، بل طالت الموتى في القبور. ووفقا للعرب اللندنية فقد لجأ السماسرة إلى طرق جديدة لجذب المواطنين لشراء مدافن، ينشئها القطاع الخاص دون تراخيص بناء، على رأسها إتاحة نظام التقسيط. ولم يقتصر تدخل وزارة الإسكان على مدافن المسلمين فقط، بل شمل أيضا تخصيص أراض للمسيحيين لاستخدامها في الغرض نفسه. وكانت الوزارة قد أعلنت في يونيو الماضي تخصيص 50 فدانا لاستخدامها كمقابر صدقة لغير القادرين في منطقة المقابر بمدينة القاهرة الجديدة (شرق)، بناء على طلب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وأضاف محمد حسين، سمسار مدافن، أن أسعار المقابر في القاهرة الكبرى ارتفعت منذ قرار تحرير سعر صرف الجنيه، بنسب تتراوح بين 100 بالمئة و150 بالمئة. وتتباين أسعار المدافن من محافظة إلى أخرى، وتكون مرتفعة أكثر في المدن بعكس القرى التي لا يجد سكانها صعوبة في توفير قطع أراض لاستخدامها في بناء المقابر، بحسب عاملين في المجال. وارتفع متوسط سعر المقبرة الجاهزة والمرخصة، والبالغة مساحتها 40 مترا مربعا في مدينة السادس من أكتوبر إلى أكثر من 145 ألف جنيه مقارنة بنحو 75 ألفا قبل تحرير سعر صرف الجنيه. ويبلغ سعر المقبرة التي تتراوح مساحتها بين 60 و80 مترا مربعا، ما بين 195 ألفا و215 ألف جنيه . ارتفاع أسعار المقابر تيبب في أعباء إضافية على كاهل المصريين، وخاصة من تأثروا بشدة بسبب قرارات الإصلاح الاقتصادي. وأشار عاطف فتحي (50 عاما) إلي أنه اضطر إلى بيع بقرة، واستخدمت جزءا من ثمنها لسداد مستحقات أفراد أسرتي لضمان استمرار الدفن في مقابر العائلة الكبيرة. فيما أعرب محمد أحمد (60 عاما)، باحث في العلوم السياسية، عن غضبه من ارتفاع ثمن المقبرة، وعدم قدرته على السداد ، لافتا إلي أنه أوصي بالتبرع بجثته بعد الوفاة وأداء صلاة الجنازة لصالح طلاب كلية طب في جامعة القاهرة.