الزواج سكن للنفس، تكمن أهميته الأساسية فى حصول الفرد على الراحة النفسية والسكن والطمأنينة مع شريك حياته، فالزواج هو موطن السلوى والهدوء النفسى والسعادة، وهذه الأمور المهمة يحصل عليها الطرفان معًا سواء الزوجة أو الزوج على حد سواء، فكلاهما يحتاج للآخر، لأن كل منهما مكمل ومتمم للطرف الآخر فى جميع شئون الحياة على اختلافها، فالزوجة تعد السكن الهادئ والمريح للزوج، وكذلك الزوج بالنسبة للزوجة وقد ورد فى القرآن الكريم قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وكل من الزوج والزوجة لهما دور كبير فى تحقيق ذلك، فهذه مسئولية لا تقع على عاتق طرف دون الآخر، فالزوج الذى يقضى يومه فى العمل من أجل توفير متطلبات الحياة، يعود إلى منزله وهو بحاجة إلى أن تستقبله زوجته بالابتسامة والمظهر الحسن وتوفير جميع متطلباته، وفى المقابل عليه أن يكون لطيفًا مع زوجته ويقابل اهتمامها به بالحب والحنان والمعاملة الطيبة، التى تدفعها للقيام بكل هذه الأمور، وتعد البيوت التى تطبق التعاليم والسلوكيات الصحيحة، هى التى تتمكن من تحقيق الاستمرار مصحوبًا بالسرور والراحة لجميع الأطراف, لكن برغم ذلك فالحياة لا تخلو من وجود منغصات ومشكلات قد لا يكون للزوجين ذنبًا فى وجودها، حينما يقتحم المزعجون عشهما الهادئ، وقد أكد خبراء علم النفس، أن أخطر المشكلات التى يمكن أن تواجه الزوجين تأتى فى الغالب من الخارج، سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران ولعل أطولها أثرًا وتأثيرًا هى المشكلات التى تتعلق بأهل الزوجين خاصة إذا كان الزوجان من عائلة واحدة. وفى هذة القضية وقفت الزوجة البائسة (ه .ا) التى تبلغ من العمر ثلاثين عامًا أمام محكمة الأسرة بالتجمع الخامس، تحكى قصتها التى بدأت معها منذ الطفولة فزوجها هو ابن عمها الذى تعلقت به منذ الصغر. قالت الزوجة، وهى تبكى لقد تربيت مع ابن عمى وكبرنا معًا وتعاهدنا على الزواج وحلمنا ببناء عش هادئ يملأه الوفاء والإخلاص والطمأنينة، وتزوجنا وعشنا سعداء ورزقنا الله بالبنين والبنات واستمر عشنا هادئًا مستقرًا إلى أن حدث خلاف بين والدى وعمى وهو والد زوجى واضطربت العلاقة بينهما بسبب الخلاف على قطعة أرض هى ميراث بينهما، ومع زيادة الخلافات بين والده ووالدى، تحول زوجى من شخص هادئ وديع خلوق إلى وحش قاس لا يعرف الرحمة، وأصبحت حياتى معه مضطربة تعسة مليئة بالعنف والكراهية، خاصة بعد أن حرمنى من زيارة أهلى. وأضافت الزوجة، تحملت البعد عن أهلى وكنت أراهم فقط فى المناسبات، حتى أرضى زوجى، وعلى الرغم من ذلك لم يراجع نفسه بل كان يتمادى فى قسوته على وعلى أطفاله، انتقامًا من والدى بسبب الخلاف على الميراث. واختتمت الزوجة، حديثها لهيئة المحكمة قائلة: لم أكن أتصور أبدًا أن يفكر زوجى فى أن يفتك بى وبأطفاله ويضطرنى للهروب من بيت الزوجية بعد أن هدد والدى، وهو عمه، بقتلى إذا لم يحصل على قطعة الأرض محل النزاع بين والده ووالدى فتوجهت لمحكمة الأسرة أطلب الخلع.