تتمتع مصر دونما عن غيرها من الدول بأن المواطنين فيها على اختلاف ديانتهم يتشاركون في أعيادهم الدينية، فتجد المسلم يحتفل بعيد شم النسيم، وهو عيد للمسيحيين يأتي في نهاية صومهم، والمسيحي يحتفل مع المسلمين بأجواء شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى. ولا يستطيع أحد أن يميز بين مسلم ومسيحي في أعياد المصريين، وهي أبرز ما يميز المجتمع المصري، حيث التلاحم، والتواد، والروابط الاجتماعية، وفي عيد الأضحى الذي يحتفل به المصريون الجمعة، يتحول إلى مناسبة اجتماعية يشارك فيها الأقباط المسلمين احتفالهم, ويتبادلون العزومات معهم، ولا يفوتهم نصيبهم من الأضحية، كما يحرص كثير من المسلمين. فيما أقبل رعاة بعض الكنائس على شراء صكوك الأضحية التي تقوم وزارة الأوقاف ببيعها لمن يرغب في المشاركة في الأضحية، التي يتم توزيع لحومها على الفقراء. وقال رمسيس التجار, محامي الكنيسة المصرية ل "المصريون", إن "عيد الأضحى المبارك هو نعمة من الله, حيث إنها مناسبة أقرها سيدنا إبراهيم بعد نجاة ابنه إسماعيل من الذبح, وبالتالي هو أمر يؤمن به الجميع ولااختلاف عليه". وأضاف في تصريحات إلى "المصريون": "أعمل شخصيًا على الاحتفال بالعيد مع أصدقائي المسلمين, وأفرح جدًا بأكل اللحمة معهم والاتصال بهم وتبادل التهاني, وإعطاء "العيدية" لأطفالهم, بينما تقضي الأسرة اليوم مع جيرانهم المسلمين لمساعداتهم في عملية ذبح الأضحية وتوزيعها على المحتاجين". وأشار إلى أنه "على الرغم من أنه في العصر الحالي أصبحت مثل هذه الأمور الإنسانية تأخذ منحى أقل من الناحية الاجتماعية, إلا أنها لا زالت موجودة خصوصًا في الأرياف والأقاليم, ولم تستطع القوى الآثمة أن تفرق بين المصريين, حيث يتشاركون الاحتفال بالأعياد والمناسبات معًا". وقال صفوت بسطا, مخرج صحفي, إنه رغم مرور السنين وتزايد حجم استخدام التكنولوجيا في حياته, إلا أنه لا زال يمارس عادات سنوية مع كل عيد أضحى مبارك, أهمها أكل اللحمة والفتة في بيت أحد أصدقائه المسلمين, والخروج للعيد في الساحات"، واصفًا الأمر بأنه مبهج له ويساعده على تغيير مزاجه اليومي. وأضاف بسطا: "المصريون قادرون على تمصير أي مناسبة حتى لو كانت دينية, فتجد شوارع مصر تغرق بالخوص في أعياد المسيحيين, بينما تفوح رائحة اللحمة من كل البيوت المصرية في عيد الأضحى المبارك, حينها تعرف أن المجتمع المصري لا يمكن تفريقه, وأن الأشياء المشتركة أكثر بكثير من المختلف عليها".