رحلة طويلة من المرض مر بها مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف، داخل محبسه بسجن العقرب أبقته طريح الفراش، الأمر الذي اضطر سلطات السجن إلى نقله لملحق مزرعة طرة، وعندما اشتد به المرض نُقل إلى مستشفى المعادي العسكري، وبعدها تحسّنت حالته نسبيًا وعاد مرشد الإخوان إلى ملحق مزرعة طرة مرة أخرى، وأخيرًا استقر به الحال في مستشفى السجن، وأدت الوكزات الصحية المتكررة ل"عاكف" إلى تردد شائعات الموت التي طالته بين كل فترة وأخرى. المرة الأولى في 25 يونيو من عام 2015، ترددت أنباء وفاة مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان، حيث ذكرت مصادر أنه اختفى من مستشفى المعادي العسكري الذي نُقل إليه، ما أثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل، وندد جموع أنصار جماعة الإخوان باختفائه، مخافة أن تتخذ السلطات إجراء فجائيا ضده. المرّة الثانية في 3 مايو من العام الماضي، تداول نشطاء مواقع التواصل، أغلبهم من جماعة الإخوان أنباء عن وفاة "عاكف"، إلا أن مصلحة السجون نفت الأخبار المتداولة عن وفاته، مؤكدة أن حالته مستقرة وكل ما يُثار حول وفاته أخبار عارية تماما عن الصحة، وهدفها الوحيد إثارة البلبلة. المرّة الثالثة في 26 ديسمبر من العام الماضي، أعلن أحد المحامين التابعين لجماعة الإخوان وفاة المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف، قائلاً إنه توفّى بعد صراع شديد مع المرض، إلا أن مصلحة السجون خرجت لتنفي ذلك، مؤكّدة استقرار حالته الصحية للمرة الثانية. المرة الرابعة في 7 يناير من العام الجاري، روج بعض الأفراد على مواقع التواصل وفاة مهدي عاكف، إلا أن ابنته خرجت بعد ساعات من انتشار الشائعة تنفي وفاته قائلة: «نقل أبي الأستاذ محمد مهدي عاكف إلى مستشفى قصر العيني ليلًا، بسبب تدهور حالته الصحية، وهو موجود الآن في عنبر المعتقلين، والسلطات منعتنا من رؤيته والاطمئنان على وضعه الصحي». المرّة الخامسة خرج المحامي منتصر الزيات أمس السبت، يعُلن وفاة مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان السابق، بعد صراع مع المرض، إلا أنه اعتذر عن ذلك بعد 40 دقيقة عن نشر الخبر على صفحته على موقع «فيس بوك»، مؤكداً أنها أنباء غير صحيحة قد وردته من أحد المصادر. وتتردد هذه الشائعات نتيجة الحالة المرضية التي يعاني منها مرشد الإخوان السابق، ورفض إدارة السجن الاتصال المباشر بينه وبين أسرته للاطمئنان عليه، حيث ذكرت زوجة "عاكف" وفاء عزت، في تصريحات صحفية أنها ذهبت لزيارته، لكنها لم تستطع مقابلته بسبب رفض إدارة السجون لعدم حصولها على تصريح مسبق. ويعانى عاكف من مرض السرطان، فضلاً عن تقدمه في العمر، حيث بلغ ال90 عاما، وتأخرت إدارة السجن في نقله للمستشفى، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ووضعه في مستشفى سجن ليمان طرة.