لقد قرر قلبى منذ الآن أن ينظم دقاته، وأن يقلل من انفعالاته التي قد تودى به إلى حيث الراحة الأبدية؛ شلالات من الدماء دفعتها حوارات مرشحى الرئاسة التى بثتها قناة السي بي سي والذى تقدمه إحدى مذيعات الفلول والتى كانت تقود إعلام حملة الرئيس المخلوع حيث تلقى بأسئلة مستفزة وبطريقة استظرافية حرىٌ بمن يسمعها ويشاهد طلتها أن يغلق التلفاز فى وجهها. وهذا مما يدفعنى للحديث عن الإعلام الموجه لدعم مرشحين بعينهم والطنطنة لهم وإفراد عدة حلقات لهم ليس الحوار وإخراج ما بداخل المرشح من أجل أن يستجلى ويستبين ويطلع المشاهد البسيط على بعض ما فى نفس المرشحين، ولكن لتلميعهم، وإظهارهم فى أنقى الصور، وتنقيتهم من تهمة الفلول التى مهما فعلوا ستظل تطاردهم حتى فى قبورهم إن شاء الله ما ضايقنى بالفعل.. هو ما حدث على مدار أيام متتالية أثناء من وإلى المستشفى لإجراء فحوصات ما قبل العملية .. حيث يبتدر زوجي السائق أو العكس السؤال: من سترشح للرئاسة؟ وفى كل المرات أفاجأ بالإجابة التى تكاد تفجر جمجمتى أكثر من الألم الذى يفتك بي.. يجيب السائق: شفيق أو موسى! وهنا أكاد أصرخ: "يا لهوى"!! هل ما زلنا نحَِنُّ إلى عهود الظلام والاستبداد والحاكم الفرد؟ وتلسعنى كلمات أقل ما توصف بأنها "عبيطة" ومستهلكة حيث يستكمل السائق كلامه:" إن ممشيوش على مزاجنا.. هما أربع سنين والميدان موجود" يا سلام على المنطق! وإن جئت تسألهم من أين استقيت معلوماتك عن شفيق وموسى وغيرهما يقول لك سمعتهم.. سمعهم.. لساعة أو ساعتين وتأثر بكلامهم المعسول وتم غسيل مخه والحمد لله للطريقة المدربة التى يتكلم بها مرشحو الفلول!! فبعضهم يحاول أن يظهر نفسه بمظهر البطل الرائع النبيل الكتوم الذي يعرف الكثير من عيوب ومصائب وبلاوى غيره من المرشحين ومع الإلحاح السمج المكشوف من المذيعين اللامعين الفلّيْين الكبيريْن ينأى المرشح الفل بنفسه عن الخوض فى أعراض نظرائه قائلا بنظرة امرأة مراوغة لعوب وأعتذر عن الوصف " همّ عارفين نفسهم"!! طبعا.. "همَّ عارفين نفسهم" رجل البمبون الرقيق الهادئ الذى وصف الشباب فى التحرير بأنه لا يفهم شيئا وأنهم عيال وأنه سيذهب ليعطيهم بنبون ويقول لهم: عودوا الى بيوتكم!! والذي قال إن هذه ليست ثورة والذي أهدر ملايين الدولارات فى مشروعات وهمية بالمطار الذي انتهب معظم دخله على الهدايا للسادة القدامى!! الذى ووهب ومنح ومنع واشترى وباع فى أملاك مصر كأنما هي أملاك أبيه.. طبعا.. همّ عارفين نفسهم" الذي عاصر وشاهد وصنع خنوع الشخصية المصرية أمام الغرب عاقدا صداقات شخصية على حساب مصلحة الوطن..، الله ستار على من دعم الكثير من اغتيالات الوجود العربي وصدّق على قرارات اعدامه كما حدث مع العراق إن الله أمهل هؤلاء كثيرا، لكن ماء الحياء زال من وجوههم وصار بدلا منه ماء آسن يتأذى كثيرا كونه يسرى فى مثل عروقهم.. إننى أشفق على كل الفلول والزائفين والذين باعوا الوطن من قبل وتغزلوا فى النظام السابق ثم حاولوا غسل ماضيهم فلم يزيدوه إلا قذارة أشفق عليهم لأنهم صدقوا أنهم وطنيين.. أشفق عليهم من الخذلان .. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .. وأرجو أن يتذكروا موقفهم هذا الواثق أمام الكاميرات التى تروج لهم حينما يفوز الرئيس المحترم الذي أريده لأننا كشعب عانينا من أمثالهم الكثير ولن يخدعونا مرة أخرى.. وصدق سيدنا عمر رضى الله عنه : "لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعنى"!