هذا المقال استراحة من هموم الدنيا... في رحاب عمنا الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله... فالقارئ العملاق فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله من أمن الناس علي فضلا... وأكثرهم علي حقا بعد والدي رحمهما الله... إنه من جعلني أنتبه لما أقرأ أو أسمع من كتاب الله... وإنه شكل وجداني وكان سببا في أن ينطلق بالآيات لساني... * منذ أيام وجدت صديقا من حفظة القرآن الكريم يستمع لقارئ أعجمي شاب ذي صوت حسن... تبدو العجمة في لكنته رغم صوته الحسن... ويبدو الضعف في مخارج الحروف في منطقه... قلت له: أين قارؤك هذا من العملاق مصطفى إسماعيل رحمه الله؟... فكأنه لم يقتنع... فقلت له: يا سيدي... فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله رجل يدري ما يقرأ ويعيشه ويضعك في المشهد بأدائه الراقي... قال: يا سلام... لهذه الدرجة؟... قلت له: أريدك أن تسمع منه: (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار... ) وعدة آيات بعدها من سورة الحج... افترقنا وبعد آيام وجدته قد وضع المقطع الصوتي الذي حدثته عنه على جواله المحمول ويسمعه ويكرره... وأدمن سماعه... أخبرني أمس أن الله فتح له بهذا المقطع بابا للتدبر... * وأذكر منذ عامين أو ثلاثة راجعني أحد الناس لدى كلامي عن أداء العملاق الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله... وقال لي: صوته وحش... قلت: لم أقل أن صوته جميل... قلت: إن أداءه متقن يأخذ بالقلوب ويدعو للتدبر... ثم وضعت شريطا للشيخ في سيارته... وبعد أشهر قال لي: الشيخ مصطفى إسماعيل ده ملهوش حل... ومش سهل أبدا... أنا كلما قرأت هذه الآيات التي بالشريط قرأتها بصوته ووقفاته وأدائه وتكرر صوته في ذهني... وأدمن صاحبي سماع العملاق... وأخبرني أن الله فتح له به بابا للتدبر والحفظ والتلاوة والأداء... * ومنذ شهرين أو ثلاثة أعددت عدة اسطوانات مدمجة لتلاوات مختلفة للشيخ رحمه الله بصيغة (اوديو) لتناسب معظم السيارات... بهدف سماعها وإهداء بعضها... * ليلة أمس... رأيت الليلة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله في الرؤيا على صورته المطبوعة في ذهني... وهو جالس في مكان عال؛ وحوله ناس كأنهم قراء متقنون أيضا وليسوا جمهورا من المستمعين... ولا أدري ما سبب اقترابي منه في الرؤيا؟ لكن كأني أعمل معه في نفس المؤسسة التي هو كبيرها... فأخذ بيدي فصعدت المنصة التي يجلس عليها... ووجدت حزمة من زرع أخضر خلفه تتدلى على وجهه... كأنها تضايقه، فقلت له: ايذن لي فضيلتكم أن أزيحها عن وجهكم الكريم... فقمت بجواره ولكني كرهت في الرؤيا أن يعلو رأسي رأسه وهو جالس؛ تأدبا مع الشيخ رحمه الله... فكأنه فهم ذلك مني؛ فوقف بجانبي، فأزحت الحزمة التي تضايقه، وربطتها بطريقة جميلة أعجبته، وأعجبه أنها لن تضايقه مرة أخرى... فكأنه فرح بذلك وفرح بطريقة ربطي لها... فأخرج من جيبه قداحة فأشعلها ولحم بلهبها الرباط الذي ربطتها به... وصحوت من نومي على صوت ابنتي توقظني للفجر... ناديتها وقصصت عليها ما رأيت لتوي حتى لا أنساه... لأني عادة أنسى ما أرى في الرؤى... فقالت لي: بصراحة معرفش... قولها لماما... رحم الله الشيخ ورفع درجته... Rabie Al-Zawawi General Manager Email: [email protected]