مازالت أزمة نقص الأدوية واختفائها من السوق تتفاقم، لتصل حدتها وتضرب الأدوية التي ليس لها بديل وهي خاصة بأمراض مزمنة، بالإضافة لنقص حقن RH الخاص بالحوامل ليمنع حدوث تشوهات للأجنة، ورغم استجابة وزير الصحة لشركات الأدوية ورفع أسعار بعض الأصناف بسبب خسارة الشركات، إلا أن الأزمة مازالت متواجدة والوزارة تقف مكتوفة الأيدي ليتصاعد الخلاف بين نقابة الصيادلة والوزارة بسبب هذا الأمر وتتدخل لجنة الصحة بالبرلمان لحل هذا الخلاف، ولكن الأيام القليلة الماضية أوضحت الكثير للجنة ليصف أحد أعضاءها "الوزارة ضحكت علينا وتخاذلت" ورغم الاجتماعات المتكررة للجنة مع أطراف الأزمة، إلا أن الأمر لم يحل للمريض. ليكشف خالد هلالي عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، عن أهم معالم ما دار في اجتماع اللجنة نهاية الأسبوع الماضي، لمناقشة أزمة اختفاء حقن RH، أن الوزارة لم تلتزم بما قالته أمام رئيس الوزراء ووجدنا أنها تفعل أمر آخر وغرفة صناعة الأدوية تأكد ذلك من خلال ما تقوم به من أفعال منافية للاتفاق. وقال هلالي في تصريحه ل"المصريون"، رغم رفضنا قرار زيادة أسعار الأدوية، إلا أن الوزير صرح بأنه سيرفع أدوية الشركات الخاسرة فقط بشكل مناسب للجميع، موضحًا أن هذا الأمر لم ينفذ وتم رفع جميع الشركات، وهذا ما قاله أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية خلال استجوابه باللجنة. وتابع عضو لجنة الصحة، أن الاجتماع أثمر علي تشكيل لجنة تقصي حقائق في أزمة الدواء لمعرفة من المقصر ومحاسبته سواء كان وزير الصحة، أو رئيس الوزراء أو البرلمان وذلك لعدم هدر حق المواطن المريض، الذي ضحك عليه في الأساس، مؤكدًا أن علي عبد العال رئيس البرلمان لم يصدق علي اللجنة حتى الآن بحجة مناقشة الموازنة العامة. ومن جانبها علقت شادية ثابت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن من خلال اجتماعنا أمس اقترحت 3 توصيات للخروج من هذه الأزمة، فرغم الموافقة علي زيادة أسعار الأدوية إلا أن الأزمة مازالت متواجدة، وبالسؤال اتضح أن قرار وزير الصحة بعدم طمس السعر من علي العبوات أصاب الشلل في حركة تدفق الأدوية للسوق، لأن الشركات تنتظر استيراد عبوات كرتونية جديدة مسجل عليها السعر الجديد وهذا سيستغرق 3 أشهر. وأوضحت ثابت، أنها تطالب بقرار استثنائي مثل قانون سحب الأدوية المنتهية من السوق تسمح للشركات بالتعبئة في العبوات القديمة لسد حاجة السوق، مشيرة إلى إنها طالبت بتشكيل لجان لمراقبة خطوط الإنتاج لمعرفة من المتسبب في حدوث السوق السوداء المصانع أم شركات الإنتاج لحل الموضوع ومعاقبة المتسبب. وأكدت أنها تقدم بتوصية توحيد أسعار الأدوية، حتى لا يتكرر ما حدث مع الصيدلي والمستشار من شكوى واقتحام لصيدلية، موضحة أنها كانت من ضمن أعضاء لجنة تقصي الحقائق، ولكن تم توقف اللجنة متمنية أن تتم الموافقة علي اللجنة وبدء العمل بها لحل الأزمة.