سلط موقع فريتشافتس فوخه الألماني، الضوء علي أسباب دعم الأتراك المغتربين لرئيس التركي الحالي،رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلي انتشار المؤيدين له في كل مكان يلقي فيه خطابً خاصة في ألمانيا؛ حيثوضح التقرير أن السياسة لم تشغل بال المواطنين الأتراك لقترة طويلة، إلا أن الوضع تغير في عهد "أردوغان" الذي استطاع استقطاب الكثير من الأتراك المغتربين، حتى تخطت نسبة رضا الأتراك المغتربين عن السياسة أردوغان في ألمانيا نسبة رضا المواطنين في تركيا نفسها. وأرجع التقرير ذلك التأيد إلي بدايات هجرة الأتراك إلي ألمانيا؛ حيث انتقل 900 ألف تركي إلي ألمانيا إبان اتفاقية تبادل العمال التي وقعت بين تركياوألمانيا عام 1961، ونقلوا معهم تصوراتهم الدينية الشرقية، و قناعتهم المحافظة التي ظلت في وجدانهم، حتى بعد تطور تركيا وازدهارها، وأشار التقرير إلى أن الألمان من أصل تركي لم يحصلوا علي مستوي تعليمي عال ،وعليه يتقاضوا أجر ضئيل إن تم توفير فرص عمل لهم، ولذا تفشى بينهم الفقر والبطالة. ذكر التقرير أن " أردوغان" كان علي دراية بما يعاني منه الأتراك في ألمانيا، وعمل علي معالجته علي أكمل وجه، حيث أيقظ في الأتراك المغتربين روح الوطنية من جديد، مشيرًا إلي أن هناك 60% ممن من لهم حق الانتخاب في ألمانيا صوتوا لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية لعام 2015، محققًا بذلك نتيجة أعلى من نتيجة الأحزاب الأخرى مجتمعة. وأضاف الموقع أن" أردوغان "يعد انجح سياسي تركي في بلده، بعد مصطفى كامل أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة؛ حيث أنه يفوز بكل انتخابات منذ عام 2002، ويرجع ذلك لأنه عمل علي تطوير الحياة الاقتصادية من نواحي عديدة ، كما أنه خفف من وطأة السيطرة العلمانية علي أجهزة الدولة، فسُمح للموظفات ارتداء الحجاب أثناء العمل، ومؤخرًا سمح أيضا للمجندات في الجيش التركي بارتداء الحجاب، ومع أن ذلك أثار حفيظة بعض المواطنين في تركيا، إلا أنه عزز شعور الفخر لدي الأتراك المغتربين أصحاب القناعات الدينية الشرقية بالقائد الجديد، الذين عوّلواعلي تأخر تلك الخطوة كثيرًا. وفي هذا الصدد قال الموقع أن "أردوغان" صرح فى أحدي خطابته لمؤيديه فى برلين 2014 " من الجيد أن تشعروا بالفخر، لكونكم تعيشوا فى ألمانيا،لكن أريدكم أن تشعروا بالفخر ايضًا كلما رأيتم العلم التركي، فأنتم ابناء بلد عظيم، فلا تقطعوا صلتكم به، ولا تجعلوا أبنائكم يتنصلون من جذورهم ومعتقداتهم، وينخرطوا فى الثقافة الأجنبية. واسشتشهد الموقع بما قاله المصرفي الألماني تيلو سارازين، في كتابه " ألمانيا تستنزف قواها"؛ حيث أشار إلي أن كثير من المهاجرين الأتراك شعروا بالأحباط واليأس؛ نتيجة لتفشى العنصرية ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر ، ما جعل الأتراك المهاجرين يحنون إلي وطنهم القديم ، فطالعوا صحف تركية ،وشاهدوا برامج تلفزيونية تركية، وصلوا فى مساجد تابعة لمنظمة الاتحاد التركي الأسلامى، واقتصر مشاركة الأتراك فى الحياة السياسة وظهورهم الإعلامي فقط على مناقشتهم حول حظر ارتداء الحجاب.