قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن مخاوف المعارضة السورية المسلحة من أن إدارة دونالد ترامب سوف تتخلى عنها، دفعها للبحث عن بدائل أخرى لمواجهة نظام الأسد وحلفائه. وأوضحت الصحيفة، أنه من ضمن الخيارات، الحصول على الأسلحة المتطورة من الدول السنية في منطقة الخليج العربي، والاعتماد المتزايد على تكتيكات حرب العصابات التقليدية، بما في ذلك القنص وغيرها من الهجمات على نطاق صغير على الأهداف السورية والروسية. وكان ترامب قد أشار إلى رفضه وجهة نظر إدارة أوباما في أن إنهاء الأزمة السورية وجلب الأسد إلى طاولة المفاوضات هي المفتاح في نهاية المطاف للانتصار على المعارضة. وأكد ترامب أنه سيتم تقليص الدعم للمعارضة، قائلاً: "ليس لدينا فكرة من هم هؤلاء الناس". بدوره دعا رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة صحفية بعد أسبوع من انتخابات ترامب، الولاياتالمتحدة لتكون حليفًا في مكافحة الإرهاب، ووصف المعارضة بأنهم "إرهابيون". وكانت المعارضة سيطرت على مساحة كبيرة من سوريا، قبل عام ومنذ ذلك الحين، وفي غياب أي دور دولي، قصفت الضربات الجوية الروسية والسورية بلا هوادة المسلحين والمدنيين معًا، وعلى أرض الواقع، القوات الحكومية السورية - تدعمها إيران وحزب الله من لبنان، والميليشيات الشيعية من العراق - استعادت الكثير من تلك الأرض. وفي هجمات وحشية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، طردت المعارضة من أجزاء كبيرة من شرقي حلب التي تسيطر عليها منذ 2012. وقالت الصحيفة إن إمكانية جمع المعارضة وفحصها وتدريبها وتسليحها ستكون مهمة صعبة بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية. وتقدر الولاياتالمتحدة أن هناك 50 ألف مقاتل أو أكثر يطلق عليهم "المعارضة المعتدلة"، ويتواجدون في شمال غرب إدلب، وفي حلب، وفي مناطق صغيرة بمختلف أنحاء سوريا، وغير وارد التخلي عنهم. ورغم تعزيز قدراتهم القتالية العام الماضي بحصولهم على أسلحة من الولاياتالمتحدة والسعودية من بينها صواريخ مضادة للدبابات، تشكو المعارضة منذ فترة طويلة بأن المساعدات الأمريكية شحيحة، وتأتي بالكثير من الشروط. القلق من أن الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تقع في نهاية المطاف في أيدي المتطرفين، دفع أوباما لرفض إرسال تلك الأسلحة بدون الحلفاء الإقليميين لفرض قيود على شحنات الأسلحة الخاصة. وقال أحد قادة المعارضة: "نحن محبطون جدًا.. الولاياتالمتحدة ترفض توفير الأسلحة التي نحتاجها، وحتى الآن يعتقدون أنهم يمكنهم أن يخبرونا ما يجب القيام به.. يعدون بالدعم ثم يتفرجون علينا ونحن نغرق". وقال المسئول - الذي طلب عدم اسمه-: "علاقات المعارضة حساسة مع الولاياتالمتحدة". ويرى محللون أن قطع الدعم عن المعارضة لن يدعم الأهداف الروسية والسورية فقط، ولكن أيضًا يمكن أن تستفيد منه إيران على حساب السعودية وقطر وغيرها من الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة. وقالت قطر إنها ستواصل دعم وتزويد المعارضة، بغض النظر عما قررته الولاياتالمتحدة. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن جاسم آل ثاني الأسبوع الماضي في مقابلة مع رويترز في الدوحة: "نحن نريد أن تكون الولاياتالمتحدة معنا.. لقد كانوا الحليف التاريخي لدينا.. لكن إذا كانوا يريدون تغيير عقولهم.. نحن لن نغير موقفنا".