يعاني أهالي قرية الفزازعة، التابعة لمركز البياضية، شرق الأقصر، من محاصرة الذئاب لمداخل القرية، منذ حلول الليل وحتى شروق شمس يوم جديد، بعد خروج الذئاب من حقول زراعات الموز، للبحث عن طعام، أو نهش لحم أحد الأهالي، مما جعل القرية خاضعة لحكمهم، فالأبواب مغلقة، والخروج ممنوع، حتى وإن كان طلبًا لعلم أو علاجًا لمريض. في البداية يقول علي بسطاوي فزاع، أحد أهالي عزبة الفزازعة، "نحن سكان العزبة نعاني أشد المعاناة، فنحن إما موظفون أو مزارعون أو طلاب، ولذلك تتطلب حياتنا اليومية الخروج من وإلى القرية، للذهاب لأعمالنا، إلإ أن الفترة الأخيرة بات هذا الأمر غاية في المشقة والصعوبة، والخروج من المنزل ليلًا يعد بمثابة محاولة للانتحار، فالحيوانات المفترسة الممثلة في الذئاب منتشرة في كافة أنحاء النجع، فيجدها الأهالي بجوار منازلهم وفي الطرقات".
وتابع بسطاوي حديثه: "وبسبب حالة الخوف والهلع التي أصابت ساكني نجع الفزازعة قاموا ببحث أسباب ظهور تلك الحيوانات المفترسة وتوصلوا إلى أن المنطقة تنتشر بها الزراعة وخاصة زراعة قصب السكر وزراعة الموز، إلا أن زراعة القصب مستمرة منذ سنوات طوال، ولم تظهر الذئاب من قبل، لكنها ظهرت مع تزايد زراعة الموز، حيث تحفر الذئاب حفرًا لها لتعيش فيها في النهار وتخرج بالليل للبحث عن الطعام". وأوضح فزاع أن تزايد أعداد الذئاب وانتشارها، أدى إلى امتناع الأهالي عن الخروج من منازلهم، فبعد غروب الشمس بقليل يمكث الأهالي بمنازلهم في انتظار ظهور الشمس مجددًا لمواصلة حياتهم مجددًا. بينما يرى أبو يوسف، أن تلك الحيوانات المفترسة تمثلًا خطرًا حقيقيًا على سكان نجع الفزازعة، والمناطق المجاورة له خاصة نجع الشيخ، وما ساهم بشدة في خروج تلك الحيوانات من المناطق المزروعة هو ضعف الإضاءة بالطرق والشوارع الداخلية بالنجع، مؤكدًا أن الأهالي إذا اضطرت بهم الظروف للخروج ليلًا فإنهم يخرجون في جماعات حاملين معهم العصي للدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم للهجوم من جانب تلك الحيوانات. ولفت سعد العقيلي، أحد سكان النجع، أن الأهالي تقدموا بطلب للجهات المختصة لإنارة طرق نجع الفزازعة إلا أنه لم يتم الاستجابة لمطلبهم. وناشد آخرون من أهالي النجع، قيام الجهات المعنية سواء من مديريتي الزراعة والطب البيطري، بضرورة التدخل والسيطرة على الوضع قبل أن تتصاعد حدته، ومنع زراعة الموز بجوار المناطق السكنية، والسيطرة على تلك الحيوانات المفترسة. ووجه الحاج حسني سؤالًا إلى المسئولين، قائلًا: هل ستتركون أهالي هذه المنطقة هكذا يعانون دون تدخل وحل للمشكلة؟ وهل يجب علينا الانتظار حتى تقوم الذئاب بقتل أحدنا حتى تقوموا بالتحرك لحل المشكلة؟.