ثلاثون عامًا من العمل المهنى والتميز والتفانى، قدمت عددًا كبيرًا من البرامج منها "شموع" و"شيء من الفكر"، إنها الإعلامية القديرة سهام صبرى، التي تطرقت في حوارها مع "المصريون" لأهم الملفات فى مسيرتها المهنية، فضلاً عن تقييمها لوضع "ماسبيرو حاليًا ومعايير اختيار المذيعات وغيرها من القضايا في السطور التالية: *ثلاثون عامًا من العمل.. كيف كانت بدايتك؟ **أنا حاصلة على ليسانس آداب إنجليزى، وكانت بدايتى عام 1968، عن طريق مسابقة لاختيار المذيعين والمذيعات حيث تم قبولى بإذاعة صوت العرب بالرغم من شدة خوفى أثناء الاختبارات فكنت وقتها لا أفقه شيئًا فى اللغة العربية، خاصة أن كل دراستى كانت باللغة الإنجليزية، لكنى كنت أحاول اكتساب مهارات اللغة ممن حولى، ومن ثم قام رئيس إذاعة صوت العرب حينذاك أمين بسيونى بتحويل مسارى إلى التليفزيون . * من أبرز الشخصيات التى أثرت فى حياتك؟ **بلا شك عبد الحليم حافظ، أثناء مرضه قمت بزيارته، وقد كان ملازمًا للفراش وبالرغم من شدة مرضه إلا أنه أصر على الترحاب بى، مؤكدًا لى أن هذا قد يفرج عنه وينسيه آلامه، وقد لبيت طلبه وجلست وكانت من أفضل الحلقات التى سجلتها للإذاعة لشعورى أننى سبب فى تسكين ألمه حتى ولو لبرهة. *عملت ست سنوات فى الإذاعة مع الكاتب أنيس منصور.. فهل كان لذلك تأثير على مسيرتك؟ **أولاً بعد علمه بأنى انتقلت إلى التليفزيون رفض رفضًا شديدًا العمل من دونى، معللاً ذلك بأنه هو من علمنى وأصبحنا قادرين على التناغم فى العمل فقد تمكن كل منا من فهم تفكير الآخر، وقد استجبت لرغبته وظللت أعمل بالإذاعة والتليفزيون معًا. *التليفزيون كان يشكل إغراءً للجميع فلماذا تمسكت بالإذاعة؟ **فضل أنيس منصور علىّ، ودوره فى ثقل مهاراتى فى اللغة العربية، هو من دعانى للتمسك بالإذاعة، وأذكر أننى كنت أخشى الخطأ أمامه فأسرعت إلى إحضار مدرس للغة العربية حتى أتجنب تلك الأخطاء ومات دون أن يعلم بذلك. *من المؤكد واجهتك صعوبات خلال مشوارك المهنى.. ما تلك الصعوبات؟ **فى الحقيقة أنا لم تواجهني صعوبات بل على العكس فقد تم احتضانى من قبل الجميع، فأنا أعتبر نفسى من القلة المحظوظة داخل أروقة مبنى الإذاعة والتليفزيون. *بعد أن كان مبنى الإذاعة والتليفزيون من أعرق المبانى.. كيف ترى حالته الآن؟ ** "فوضى فوضى فوضى" فلا يسعنى غير قول ذلك هى أكثر كلمة تعبر عن حالة الآن، وأنا حقًا آسفة لما وصل إليه الآن، فأنا غير راضية تمامًا عن حاله سواء المهنى أو الشكلى. *فى ظل ما تمر به البلاد.. ما الدور الذى كان يجب أن يقوم به الإعلام؟ **من المؤكد أن هناك طرفين، إحداهما يسير على خطى طيبة بمعنى إرضاء الله فى عمله ودقة معلوماته، وطرف آخر هدفه وشغله الشاغل زعزعة الأمن والاستقرار أى بما لا يرضى الله، متمنية أن يرجع الهدف الأساسى للإعلام مرة أخرى كى ننهض بالبلاد. *فى السابق لم نكن نسمع بكثرة عن الأخطاء الإعلامية.. فما سبب انتشارها حاليًا ؟ **أنا لم أكن أتخيل يومًا أن الإهمال داخل المبنى يصل إلى هذا الحد، خاصة مع إذاعة الخطاب المغلوط، فى السابق كنا نتلقى التوجيهات من الرؤساء، ويتم تصحيح الأخطاء قبل معرفتها ولم نصل أبدًا إلى ما وصل إليه إعلاميو اليوم، فقد زادت تلك الأخطاء بعد مجيء الإخوان. *قضايا الفساد داخل ماسبيرو لا تزال قائمة.. فما تعليقك على مشكلة نهلة عبد العزيز؟ **طبقًا لما تردد من وجود إهدار للأموال المخصصة لميزانية البرامج، والتى كشفته رئيسة القناة الثانية نهلة عبد العزيز، فمن المؤكد أن هناك سرقة وفساد بالفعل وإلا ما كانت تستطيع التلميح حتى ولو من بعيد وربما يكون هناك شبهات حول تورط مسئولين داخل ماسبيرو دون التطرق إلى أسماء. *في ظل كل تلك الأزمات المحيطة بماسبيرو.. كيف يستعيد دوره؟ **فى الحقيقة لدى اقتراح وأتمنى أن يتحقق، وهو إعادة الرواد الراغبين فى العمل حتى ولو بدون أجر حتى نتمكن من تعليم أجيال جديدة تتحمل المسئولية وقادرة على الإبداع. *هناك مذيعون لا يصلحون للظهور على الشاشات.. فهل اختلفت معاير الاختيار عن السابق؟ **فى السابق، كان هناك إعلامية قديرة اسمها أميمة عبد العزيز تقوم بالاختيار على أساس الصوت الجيد بعد معيار الجمال والحضور؛ أى أننا كنا نمر باختبارين أولهما الجمال، ثانيهما الصوت العذب، ومن ثم يتم تدريبنا على مخارج الألفاظ وغيرها من الأمور التى تجعل منا مذيعين على قدر من المهنية على عكس الآن . *ما أهم المواقف التي مررت بها في مقابلاتك أو مع بعض الساسة؟ **أذكر جيدًا اجتماع حضرة عدد كبير من الإعلاميين والرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث إنه أثناء الاجتماع ذكر اسمى ومن بعدها بعد أن كانت كل طلباتى مرفوضة أصبحت المدللة ولم يرفض لى طلب قط، لكنهم لم يعملوا حتى الآن أنها "مجرد زلة" لسان ليست أكثر.