بداية من "الشوارع الخلفية 1967 وحتى بتوقيت القاهرة 2014"، بينهما كتب نور السينما والدراما المصرية، تاريخه العطر وسيرته التي لم تنتهِ بمسيرة فنية عملاقة وتاريخ لا ينسى أنه «نور الشريف»، الذي فارق عمالنا وحياته السينمائية الذاخرة في الحادي عشر من شهر أغسطس 2015، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 79 عامًا. بدأ محمد جابر محمد عبد الله الشهير ب"نور الشريف"، حياته الفنية عام 1967 عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية بعد تفوقه ليكون الأولى على دفعته، وهو ما جعله يعين في المعهد كمعيد، بدأ التمثيل في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل بها، كما كان لاعبًا في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك، ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم؛ بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه، فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية "الشوارع الخلفية" ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية روميو وجولييت. وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم قصر الشوق، ويحصل عن دوره على شهادة تقدير، فكانت الجائزة الأولى التي يحصل عليها في حياته الفنية. وعن حياته الشخصية المليئة بالأحداث المثيرة تزوج الفنانة المتألقة بوسي، وأنجبا ابنتيهما "سارة، ومي"، وامتد الزواج وبقي حتى تم الخلاف، والانفصال في عام 2006، ولكن كان لمرض نور الشريف في تلك الأثناء دور لتعود إليه بوسي لتقف بجانبه في عام 2014 قبل عام واحد من وفاته في 2015. لم تنتهِ حياة نور الشريف بوفاته بل قامت أسرة الفنان متمثلة في ابنتيه وزوجته بإهداء "القرية الفرعونية" عددًا كبيرًا من مقتنياته في نوفمبر الماضي، تحتوي على صور شخصية له، بالإضافة إلى صور جوائزه، أزياء من أهم أعماله، مقتنيات شخصية، صور مكتبه الخاص، وتم تخصيص مساحة وغرفة له لتكون بمثابة متحف له تخليدًا له ولذكراه. لم يكن ذلك المتحف هو الوحيد الذي قامت أسرته بإهداء عدد من مقتنيات وصور للفنان الراحل بل كان لبيت السناري نصيب أيضًا من تلك المقتنيات؛ حتى أهدت أسرته البيت عددًا منها وصورًا خاصة من أعمال الفنان الراحل، وتم افتتاحه بحضور أسرته، وعدد كبير من الفنانين. وكان للشريف عدد من الآراء السياسية كان آخرها تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من طبقة رجال الأعمال، قائلًا «أرى أنه من الصعب تطويعهم بما يتوافق مع مصلحة البلاد، وأتمنى للرئيس التوفيق في ذلك، وأطالب جموع الشعب بألا مصري أن تقف بجواره للنهوض بالبلاد ولخروج مصر من كبوته». وعن علاقته بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، كشف نور الشريف في أحد حواراته، أن هناك علاقة قوية كانت تربطه بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وأن هناك جلسات دائمة كانت تجمعه معه في وجود الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وقد قال عنه «الشريف»، إن «مبارك مثل أي رئيس دولة له من يحبه وله من يكرهه»، مشيرًا إلى أن «مبارك كان ضد توريث ابنه جمال للحكم»، وأن «التاريخ سيثبت ذلك»، وكشف أيضًا أن مبارك كان قد عرض عليه تولي منصب وزير الثقافة ولكنه رفضها، وكنا علي علاقة تسمح لنا بانتقاده بشكل قوى بدون خجل، حتى أنهم كانوا يتحدثون معه عن الوزراء الذين يتمسك بهم في كل تشكيل حكومي، وتابع الشريف قائلًا "علاقتي مع مبارك كانت عقلانية موضوعية بعيدة عن أي تحيز". وعن الرئيس السابق محمد مرسي قال الشريف، إن أداءه عندما كان في الحكم أشعره بالحزن، قائلًا إن «أفعال جماعة الإخوان المسلمين تظهر الجانب الضعيف له، وهو ما يدفعه للتراجع في قراراته بشكل دائم».