سلطت صحيفة "فور فورتو'' البريطانية، الضوء على أداء الويلزي جاريث بيل مهاجم ريال مدريد الإسباني والذي سطع نجمه عاليًا في سماء يورو 2016. ونجح بيل في قيادة منتخب ويلز إلى الدور قبل النهائي من يورو 2016 عقب الفوز على بلجيكا بثلاثة أهداف مقابل هدف في دور ال4 من البطولة الأوروبية. وتستعرض الصحيفة أبرز محطات مسيرته، التي حَوَّلته من لاعب عادي إلى بطل حقيقي. وقالت الصحيفة في تقريرها، إن أَسْهُم جاريث بيل واصلت الصعود في فرنسا لينضم بذلك إلى النخبة في يورو 2016. فبعد ما يَقْرُب من 10 سنوات منذ أول مباراة دولية لعبها، ها هو بيل يلعب الدور الربع النهائي يوم الجمعة في بطولة الأمم الأوروبية كأَيْقُونَة لبلده ويلز. ولكن ما مر به من صعوبات في بدايات مشواره مع النادي الإنجليزي، توتنهام، لم يكن يُوحِي بالمستوى الذي ارتَقَى إليه هذا اللاعب حاليًا. وتبين الصحيفة أنه كلما نُوقِش مستوى بيل في مباراةٍ ما، فإنها تتم الإشارة إلى 23 مباراة متتالية سابقة لم يحقق فيها الفوز. إلى يومنا هذا، يتم الحديث على نسختين مختلفتين من اللاعب نفسه: بين المراهق نذير الهزيمة، والنجم الذي يقف الآن بفخر في قمة كرة القدم. ويشكل الفرق الواضح بين الاثنين إلى جانب المسافة الشاسعة التي قطعها بيل، تطورا دراماتيكيا لمسيرته. التحق بيل بصفوف فريق توتنهام في عام 2007، بناءً على طلب من داميان كومولي المدير الرياضي للفريق آنذاك. وكان استقطابُ بيل إلى جانب دارين بينت وكيفن برينس بواتينج ويونس قابول، جزءًا من برنامج الانتقالات الصيفية التي تهدف إلى دفع النادي إلى المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. لكن في الواقع لم يحدث ذلك، بل كانت بداية لمرحلة من الفشل الذريع. وبسبب تعمق الهُوَةِ بين فريق التدريب والتقنيين فقد تم الاستغناء عن مهام المدرب مارتن يول بعد ثلاثة أشهر من الموسم. وتم تعيين خواندي راموس ليحل محله، لكن على الرغم من الفوز بكأس الدوري، فقد بدأ التعثر ليصل إلى أدنى مستوى له: "نقطتان فقط من جملة ثماني مباريات". كان ذلك السياق ضروريًا جدا يُمكِن من خلاله الحكم على مسيرة بيل في مرحلة مبكرة. وعلى الرغم من أن بيل كان غالبًا فاعلًا، فإنه كان محل نقد وسخرية من قبل الجمهور الرياضي، على نطاق واسع. وتشير الصحيفة إلى أن بيل عانى من أربع إصابات منفصلة شبه خطيرة بعد 14 شهرًا من تحوله إلى توتنهام، وشارك فقط في ثماني مباريات في الدوري الممتاز. لم يكن ذلك شيئا جديدًا، فقد كانت الهشاشة سمة دائمة في مسيرته عندما كان مراهقًا. وفي السياق، صرَّح مالكولم إلياس، المسئول عن الانتدابات في نادي توتنهام وقتها في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية عام 2010، بأنه "كان يشكو من الكثير من الإصابات التي تؤثر على أدائه، فهو لم يلعب مباراتين متتاليتين أبدا". وهذا ما يُؤكد أن بيل واجه أوقاتًا عصيبة بسبب بدايته المتعثرة في توتنهام، لكنه كان رياضيا جيدا واثقا من نفسه. فمنذ فترة المراهقة كانت له شخصية حديدية لمقاومة الضغط والشكوك. وتبين الصحيفة أنه بالرغم مما سبق، فقد كان لجاريث بيل في 2009 نقلة نوعية عندما انتهز الفرصة وقدَّم أداء منقطع النظير بعدما كان غالبًا على دكة الاحتياط. وبذلك بدأ بإرهاب دفاعات الخصم بلا هوادة، وتتابعت عروض أدائه الممتاز في أواخر الموسم، وخاصة ضد أرسنال وتشيلسي. وأصبح ممتازًا في كرات الهواء أيضا، كما أنه أصبح تهديدًا دائمًا، وغالبًا ما يكون قوة مدمرة في منتصف الملعب. وهو الآن جاهز لكرة القدم المحترفة من خلال صقل مواهبه وفتح آفاق تكتيكية جديدة له. وتشير الصحيفة إلى أن مدربه فيلا بواس كان ماكرًا في نهاية المطاف بما فيه الكفاية ليركز كامل فلسفة فريقه الهجومية حول بيل. وهو ما يثبت قدرة اللاعب على تطويع قدراته ليُمكن فريقه من افتكاك الفوز في عديد المناسبات. وتختم الصحيفة بالتأكيد على أن لاعبي كرة القدم الشباب هم بحاجة للاستقرار، إلى جانب الإحاطة بهم وبإمكاناتهم الجسدية لكي يكونوا قادرين على منافسة الكبار، والأهم من ذلك، أنهم يحتاجون إلى إيمان المديرين بقدراتهم.