قصة تحرك القلب فيتصور مشاهدها ويتخيل حوارها.. صديقان وحبيبان منذ زمن..يمزحان معاً في لحظات خالدة..أمسك احدهما بمحفظة الآخر ولم يفلح الآخر في منعه..صاحبه وهو يهجم على جيبه يردد " سر الانسان في محفظته ...اريد ان اعرف سرك يا صاحبي " .. اخرج منها نقود.. يعدها وهو يضحك.. مبلغاً بسيطاً لم يتطلب عده الا ثوان معدودة.. اعاد النقود الى مكانها.. امسكت يده بطرف ورقة مدفونة في المحفظة..ضحك مرة اخرى بصوت مرتفع .." سرك يا صاحبي في هذه الورقة..نعم سرك فيها...سينكشف سرك الآن "..حاول صاحبه ان يمنعه من اخراج الورقة من مكمنها.. يبدو انه سر بالفعل..محاولة المنع زادت صاحبه اصراراً على معرفة ما تحويه الورقة الصغيرة..أخرج الورقة المطوية..فردها في غمضة عين ..كانت صورة من ايصال دفع نقود لجمعية خيرية..قرأ محتوى الايصال من اسفل لأعلى..توقيع مسؤول الجمعية وختمها..المبلغ المدفوع..ثم كانت المفاجأة ..اسم الشخص دافع المبلغ او المتبرع لم يكن هو اسم صاحبه او صاحب المحفظة..كان اسمه هو ..نعم.. اسمه هو..الأمر مثير للدهشة..ساله.." اسمي انا على الايصال وليس اسمك "؟! ..رد صاحبه.." لما الدهشة...اليس انا أنت وانت انا؟! " ضحك صاحبه " نعم.. لكن الأوراق الرسمية لا تعترف بذلك.. لك اسم ولي اسم!! " ...ضحك صاحبه وضحك هو معه..لا فائدة الآن يجب ان يعترف لصاحبه بسره..." جمعية رعاية ايتام تحتاج لدعم وتبرعات..تبرعت باسمك " .. اختفى الضحك الصاخب ليحل محله صمت تتناثر منه معاني رتعت في القلوب.. بدت علامة الدهشة على صاحبه..سأله " لما فعلت هذا يا صاحبي؟! " رد عليه صاحبه " اريد لك الجنة..اعرف انك تعمل لها...واجبي ان اساعدك بقدر ما استطيع " ... تجمعت دموع دافئة في العيون..سالت الدموع..تعانقا..ضحك صاحب المحفظة والدموع مازالت حية في عينيه..وضع يده في جيب صاحبه.." الآن ارني محفظتك..عرفت سري..أنا ايضاً اريد ان اعرف سرك" ..ضحك صاحبه ثم سحب ضحكته بهدوء وقال " انت سري يا صاحبي ..وسري أنت " . د. عبدالله ظهري Facebook: Elbarjal