تنديد دولى بتعنت الاحتلال فى فتح معبر رفح

طالبت هيئات الأمم المتحدة وأوساط دولية وفلسطينية، بسرعة فتح المعابر الحدودية لغزة، لا سيما معبر رفح، لتخفيف وطأة ما وصفته ب«واقع صعب ومعقد» واحتياجات إنسانية وخدماتية هائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2 مليون تقريبا، فى ظل تعنت سلطات الاحتلال فى فتح معبر رفح متذرعة بمزاعم تتعلق بضرورة استعادة بقية جثامين أسرى الاحتلال القتلى.
ووسط انتقادات دولية ومحلية، أعلن وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، مساء أمس الأول، أن إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر قد يتم، غدا الأحد، بهدف السماح للفلسطينيين بالدخول والخروج من القطاع، وقال، خلال مشاركته فى مؤتمر خاص بقضايا البحر الأبيض المتوسط بمدينة نابولى الإيطالية: نجرى كافة الاستعدادات اللازمة لاستئناف فتح المعبر، دون الإدلاء بأية تفاصيل بشأن طبيعة إعادة الفتح، سواء كان سيتم فتحه أمام عبور المساعدات الإنسانية أم الأفراد أم كليهما.
وجاءت تصريحات وزير خارجية الاحتلال، بعد أن زعم مكتب هيئة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية أن إغلاق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية يعود إلى تأخر حركة حماس فى إعادة جثامين الرهائن، واعتبار حكومة الاحتلال أن التأخير بمثابة انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.
فى المقابل، قال المدير العام للمكتب الإعلامى الحكومى، إسماعيل الثوابتة، إن الحياة فى غزة تسير وسط انهيار شبه تام فى المقومات الإغاثية والصحية والدوائية والإيوائية والتعليمية وغيرهما من القطاعات، مشيرا فى تصريحات صحفية، إلى أن ما دخل غزة الأيام الماضية من شاحنات لا يسعفها فى إنقاذ الحالة الإنسانية والصحية وسط «بحر من الاحتياجات» الهائلة.
وأكد أن الاحتلال يواصل تقييد المعابر ومنع مرور الشاحنات الكافية من الغذاء والوقود والدواء، مشيرا إلى أن الدمار الهائل الذى لحق بالبنية التحتية والطرقات يعيق بشكل كبير إيصال المساعدات إلى المحافظات الجنوبية والشمالية، فيما تجرى الجهات الحكومية تقييما مهنيا دقيقا لمسار دخول المساعدات ونوعيتها وآلية توزيعها، على أن يتم إعلان نتائج التقييم فى الأيام المقبلة.
وشدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس، على ضرورة الوصول للمساعدات الإنسانية دون عوائق، فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذى كسر حاجز الأسبوع. وقال مسؤول مكتب (أوتشا)، توم فليتشر، «نريد أن تكون جميع المعابر مفتوحة، وأن يكون الوصول إليها متاحا بشكل كامل، ويجب أن نتمكن من إيصال المساعدات على نطاق واسع».
وعلى صعيد متصل، أكدت المتحدثة باسم المكتب الأممى للشؤون الإنسانية فى غزة، أولجا تشريفكو، أن الاحتياجات الإنسانية فى القطاع لا تزال هائلة، ووقف إطلاق النار أنهى القتال لكنه لم ينه الأزمة الإنسانية، ودعت المجتمع الدولى إلى مواصلة العمل من أجل ضمان الاستجابة الميدانية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، إنه يتعين على سلطات الاحتلال الإسرائيلى رفع حصارها عن قطاع غزة بالكامل، والسماح بإعادة الإعمار دون قيود، بعد الدمار الواسع الذى خلّفته الحرب الأخيرة.
وأوضحت المنظمة فى بيان أمس، أن الحصار الإسرائيلى المستمر منذ أكثر من 17 عامًا يشكّل عقابًا جماعيًا لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونى نسمة، وينتهك القانون الدولى الإنسانى.
وشددت «هيومن رايتس ووتش» على ضرورة إنهاء الحصار والسماح بإعادة الإعمار باعتبارهما «شرطان أساسيان لتحقيق الاستقرار الإنسانى والسياسى فى القطاع»، مشيرة إلى أن استمرار القيود الإسرائيلية يفاقم الأزمة الإنسانية ويعيق أى جهود للتعافى.
وينص الاتفاق على العودة للبروتوكول الإنسانى الموقع خلال وقف إطلاق النار، فى يناير الماضى،، ويتضمن دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميا إلى القطاع فور توقيع الاتفاق، تشمل مساعدات وبضائع للقطاع الخاص و50 شاحنة وقود وغاز، وعلى أن يُحتسب العدد أسبوعيا بما لا يقل عن 4200 شاحنة.
وبموجب البروتوكول الإنسانى تستلم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى عملية تنظيم وتوزيع المساعدات الإنسانية بعد وصولها من معبر رفح و4 حواجز هى: كرم أبو سالم (جنوب)، كيسوفيم (وسط)، كارنى وإيرز مدينة غزة وشمالها.