«صغير الخصوص» ضحية حمام السباحة: «المشرف كسر أسناني بسبب 5 دقائق لعب» (القصة الكاملة)

«ابني خرج من البيت الصبح وهو فرحان، كان مستني اليوم ده، عشان يروح يسبح شوية مع صديقه.. عمري ما كنت متخيل إن نص ساعة لعب تتحول لمأساة تخليني ألف على المستشفيات والأقسام وأنا شايل ابني بوش متشوّه»، يقول الأب بصوت مبحوح، والدموع ما زالت عالقة في عينيه، وهو يطالع نجله «ياسين عمر»، 14 عامًا، ينطق في صعوبة وقد تحطمت 3 من أسنانه إثر تعدى مشرف حمام سباحة غير مرخص عليه في منطقة الخصوص بالقليوبية ب«ماسورة»، بسبب لهوه لمدة 5 دقائق زيادة عن المدة المستأجرة.
تفاصيل اعتداء مشرف حمام سباحة على طفل في الخصوص بالقليوبية
يتذكر الأب تفاصيل الساعات الأولى: «المكان اللي راح فيه اسمه حمام سباحة في الخصوص بالقليوبية، قدام أبوالهوايل، في شارع الرشاح اللي بيطلع على الدائري.. الأرض دي فاضية، وناس مأجرينها وعاملينها حمام سباحة.. فين الحي اللي سايب ده يحصل؟، ده مكان متسيّب، وكر لشباب بيشربوا مخدرات، وبيحصل فيه بلاوي».
لم يكن يدور في ذهن الأسرة أن خروج الطفل «ياسين» سيترك جرحًا لا يندمل. «ابننا كان حاجز نص ساعة ب 30 جنيه بس الوقت خلص، الملاحظ اللي واقف على البسين قال له يخرج.. هو هزر وجري وقال له (هخرج من الناحية التانية).. المشرف مسك الحديدة الطويلة اللي بينضف بيها البسين، وضربه بيها على وشه.. في لحظة الفك اتكسر، والسنان وقعت، واللسة اتقطعت، والشفايف اتشقّت نصين»، يضيف الأب وهو يحاول أن يصف حجم الألم.
خالة «ياسين» تجلس بجواره، تنظر إلى وجه ابن أختها الذي تغيّر تمامًا بعد دقائق من لهو الطفولة. «الولد ما عملش حاجة، كان عايز يضحك ويجري زي أي طفل، فجأة لقينا نفسنا في كارثة.. وشه اتشوّه، وبقى يبكي وهو ماسك إيده على فمه، الدم مالي هدومه.. الناس اللي في المكان اتجمعوا حواليه، بدل ما ينقذوه، جابوا له برشامتين، واحدة حمرا وواحدة زرقا، وقالوله (خد دول يخففوا الألم).. إزاي عيل صغير في وشه دم يتعالج بأقراص مش معروفة؟ الحمد لله إنه رفض».
قصة الطفل ياسين ضحية الاعتداء في حمام سباحة غير مرخص
تواصل الخالة: «الولد كان بيعيط ويقول (عايز أروح عند بابا).. جابوا (توك توك) علشان ياخدوه، حاولوا يركبوه غصب، وهو ماسك في عربية كاروا واقفة قدام الحمام علشان ما يركبش.. كان بيصرخ، وصديقه جري ينادى علينا.. المشهد كله رعب».
يسترجع الطفل نفسه ما جرى، بصوت متقطع بين الخوف والصدمة: «كنت بلعب، بهزر.. فجأة لقيت الحديد جاي في وشي.. حسيت إن كل سناني وقعت، والوجع مؤ
لم.. الدم نازل، مش قادر أتكلم.. كانوا عايزين يدوني برشام، خوفت وقلت لأ (أنا مش هاخد حاجة منكم).. حاولوا يشيلوني غصب ويركبوني (التوك توك)، مسكت في عربية عشان ما أخشش معاهم.. كنت خايف أموت».
الطفل يضيف: «أنا عندي 14 سنة.. يعني إيه أروح ألعب نص فساعة، أرجع من غير سناني؟ ليه؟ ذنبي إيه؟.. المشرف يضربنى بالحديدة ويكسر لى أسنانى علشان لعبت 5 دقائق زيادة».
والد الطفل يروي مأساة ابنه بعد كسر أسنانه في حمام سباحة
الأب يضع يده على رأس ابنه، يرفع عينيه إلى السقف وكأنّه يبحث عن قوة تكفيه لمواجهة القادم: «بقالي يومين متبهدل، ما بين المستشفيات اللي بترفض تستقبله، وقسم الشرطة اللي عملت فيه محضر وكل شوية أتابعه، والنيابة اللي لازم نروح لها.. وش ابني مش هو نفسه، وبقى عنده عاهة مستديمة.. أنا عايز حقه، والحمد لله إن المكان ده اتقفل.. اعتبروه ابنكم.. إزاي طفل يترجعلي بالمنظر ده؟».
الخالة تتدخل: «إحنا مش محتاجين علاج ولا فلوس من حد ولا تعويضات، إحنا عايزين محاسبة.. فين الضمير؟ إزاي مكان بالشكل ده يشتغل قدام عينين الكل؟ ده خطر على ولادنا.. الليلة اللي خرج فيها ابن أختي عشان يفرح كانت بداية كابوس.. لازم نوقف المهزلة دي قبل ما عيل تاني يضيع.. ولازم المتهم يكون عبرة لغيره».
الطفل يهمس بصوت ضعيف: «مش عايز أروح المكان ده تاني.. ولا أي حمام سباحة.. أنا بقيت بخاف من المية.. كل ما أفتكر الدم اللي نازل من بوقي بحس إني هموت تاني»، فيما يشدد الأب: «إحنا مش هنسيب حقه، وزارة الداخلية واثق إنها تاخد موقف، والنيابة العامة لازم هتحاسب اللي ضرب ابني بالقانون.. مش هنهدى غير لما نشوف كل اللى فتح الوكر ده يتحاسبوا».
ضبط وإحضار مشرف حمام سباحة متهم بالاعتداء على طفل
«مش عايزين أكتر من العدل.. عايزين حق ابننا يرجع، ويكون عبرة لأي حد يفتكر إنه يقدر يضرب طفل ويشوّه وشه ويعدي الموضوع كده، الولد مش قادر ياكل ولا يتكلم كويس»، يختم الأب، بينما يضم ابنه إلى صدره.
بعد ساعات من التحقيقات، تحرّكت أجهزة الأمن إلى المكان الذي وصفه الأهالي بأنه «وكر مخالف» وأغلقته، وأصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط وإحضار المشرف على حمام السباحة، بعد اتهامه بالتعدي على الطفل والتسبب في إصابته البالغة، إضافة إلى الإهمال وتشغيل منشأة غير مرخصة.
وأمرت النيابة العامة بعرض الطفل المصاب على مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه وبيان الإصابات التي لحقت به، وطلبت تقريرًا مفصلًا عن حالته الصحية، تمهيدًا لتحديد الوصف القانوني الدقيق للجريمة.