الأبنودي والشريعي وإيما نافارو

ليست هناك أى علاقة أو صلة بين الكبيرين الراحلين عبد الرحمن الأبنودى وعمار الشريعى وبطلة التنس الأمريكية إيما نافارو.. لكن بعد خسارة إيما يوم الجمعة الماضى فى الدور الثالث لبطولة أمريكا المفتوحة أمام التشيكية باربورا كريتسيكوفا وكيف تعامل الإعلام الأمريكى مع هذه الخسارة.. وجدتنى أستعيد أغنية جميلة من مسلسل بعنوان «المعذبون فى الأرض» كتبها الأبنودى ولحنها وغناها الشريعى وتقول كلماتها.. آهة القوى تتسمع وآهة الضعيف خايفة.. آهة الفقير فى صفاه.. زى الدموع وأصفى.. ما لهاش ولا وصفة.. ولا تمشى فى الزفة.. لو وسط كل آهات الدنيا تتخفى.. تبان ولا تخفى.. تلاقيها مختلفة.. بتقولكم يا عباد الله أنا عارفة.. إن العذاب على الأرض مش صدفة.. فلم يكن اهتمام الإعلام الأمريكى المبالغ فيه بخسارة وحزن وآهات إيما نافارو سببه الأساسى هو أنها لاعبة أمريكية أو لأنها المصنفة العاشرة على العالم حاليا وخرجت من الأدوار الأولى للبطولة الأمريكية الكبرى.. إنما يتحدث عنها الجميع كأغنى لاعبة تنس فى العالم باعتبارها ابنة الملياردير الأمريكى بين نافارو الذى تقترب ثروته من 4 مليارات دولار.. واعتاد الصحفيون الأمريكيون تكرار أن الجوائز المالية لأى بطولة تنس تكاد تكون مجرد مصروف جيب لإيما نافارو.. وبعد خسارة إيما نافارو فى البطولة الأمريكية الحالية..
استعاد الكثيرون ما جرى فى بطولة سينسيناتى المفتوحة التى أقيمت الشهر الماضى فى مدينة سينسيناتى بولاية أوهايو الأمريكية حين دفع الملياردير بن نافارو 100 مليون دولار من جيبه الخاص لتطوير البطولة ومضاعفة قيمة جوائزها المالية لتصبح إحدى البطولات المهمة فى عالم التنس.. ثم كانت المفاجأة القاسية هى خسارة إيما فى الدور الثانى للبطولة.. والأكثر إثارة أن إيما ليست هى التى تبادر دائما بالحديث عن الثروة لكن الإعلام هو الذى أبدا لا ينسى أنها ابنة ملياردير عند الفوز أو الخسارة لأنه لا يرى إلا ثروة أبيها فقط ولا يتعامل معها مثل أى لاعبة تنس أخرى.. ورغم ذلك لا تتحدث إيما إلا عن التنس الذى بدأت تلعبه منذ طفولتها فى مدينتها نيويورك التى ولدت وتعيش فيها.. وأكدت فى أكثر من حوار أنها لا تجد نفسها إلا فى ملاعب التنس حيث تعتمد على نفسها وتنتصر بذراعيها وموهبتها فقط أو تخسر نتيجة أخطائها وحدها.. كأنها تريد إقناع إعلام بلدها بأنها فى أى بطولة لاعبة فقط وليست ابنة ملياردير.. ودفعها حبها للتنس لأن تقفز فى عام واحد من المركز 121 إلى المركز العاشر عالميا.. ومهما حاولت إيما فلم ولن تنجح فى إقناع الإعلام الأمريكى بنسيان ثروة أبيها وقوته ونفوذه ويراها كلاعبة تنس فقط.