ميزة في ChatGPT احذر منها.. قد تنشر محادثاتك الخاصة على جوجل دون علمك

حالة من الإقبال المتزايد في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن مع هذا التزايد في الاستخدام، برزت ميزة في منصة ChatGPT تبدو في ظاهرها مفيدة، لكنها قد تُشكل ثغرة حقيقية في خصوصية المستخدمين إذا أُسئ استخدامها: إنها ميزة «مشاركة المحادثة» (Share).
ورغم أن بعض المحادثات التي تظهر على محركات البحث مثل Google تُفهم على أنها تسريب، إلا أن الحقيقة أكثر تعقيدًا، وأقرب إلى «الخطأ البشري المسموح به تقنيًا». في هذا التقرير، نسلط الضوء على كيف تعمل هذه الميزة؟ ولماذا تُعد خطيرة؟ وما التوابع التي قد تترتب على استخدامها؟
كيف تعمل ميزة مشاركة المحادثة في شات جي بي تي؟
تسمح هذه الخاصية لأي مستخدم بإنشاء رابط مباشر (Link) لأي محادثة أجراها مع ChatGPT، يمكن مشاركته مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقًا لما أوضحه الدكتور ماركو ممدوح، خبير الذكاء الاصطناعي، فإن الرابط الناتج يُعامل كصفحة ويب عامة، ويُتاح لأي شخص يمتلكه الاطلاع على محتوى المحادثة بالكامل. الأسوأ من ذلك، أن هذه الصفحة تكون قابلة للأرشفة من قِبل محركات البحث.
فيقول ل «المصري اليوم»، أن بمجرد أن تضغط على زر مشاركة، فأنت توافق على نشر محادثتك للعموم، وتتحول من محادثة خاصة إلى صفحة عامة، دون أي إشعار صريح بذلك.
أين تكمن الخطورة الحقيقية.. من شات خاص إلى صفحة ويب ظاهر للعام
رغم أن المستخدم قد لا يرى في الضغط على «مشاركة» إلا وسيلة لمشاركة إجابة أعجبته، إلا أن العديد لا يدرك أن هذه المشاركة تحول المحادثة إلى عامة يمكن أرشفتها في جوجل وتصبح متاحة على محركات البحث وتظهر للمستخدمين الآخرين،لأن الروابط تُعامل كصفحات عامة، فإن محركات البحث مثل Google تقوم بأرشفتها تلقائيًا، ما يجعلها قابلة للظهور في نتائج البحث لأي شخص حول العالم.
لكن هذا يحدث فقط مع المحادثة التي تمت مشاركتها وليست جميع المحادثة بينك وبين شات جي بي تي، لذا عليك التأكد من أن المحادثة لا تضمن معلومات شخصية أو مهنية حساسة.
ويضيف ماركو أن «الكارثة ليست في مشاركة معلومة، بل في مشاركة تفاصيل قد تكشف أسرارًا وظيفية أو بيانات هوية أو حتى توجّهات فكرية. وهذا يحدث دون وعي، لمجرد ضغطة زر».
ليست ثغرة أمنية.. بل ثغرة في الوعي
أوضح «ماركو» أن ما حدث مؤخرًا من ظهور محادثات خاصة ضمن نتائج البحث على Google لا يُعد خللًا تقنيًا، وإنما هو نتيجة لاستخدام خاصية المشاركة (Share) المتاحة في منصة ChatGPT، وهي خاصية توافق عليها الشركة بشكل صريح.
وأضاف أن هذه الخاصية تتيح للمستخدم مشاركة المحادثة من خلال رابط يمكن تداوله مع الآخرين أو نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل محتوى تلك المحادثة ظاهرًا في شكل صفحة ويب عامة، وقابلة للفهرسة من قبل محركات البحث مثل Google.
وأشار إلى أنه كان بإمكان OpenAI اتخاذ عدة إجراءات تقنية لمنع محركات البحث من الوصول إلى هذه الروابط، مثل حجبها عبر ملف robots.txt، أو تأمينها بكلمة مرور. لكن الشركة لم تقم بذلك، ما أتاح لفهارس محركات البحث الوصول إلى المحتوى ومشاركته علنًا.
كذلك أكد أن هذه الميزة جزء من خصائص المنصة،مُتابعًا أن من الناحية القانونية والتقنية، الشركة تُبرّئ مسؤوليتها لأن المستخدم وافق على نشر الرابط. لكنها في الوقت نفسه لم تقم بتصميم آليات حماية كافية، مثل تشفير الرابط أو وضع كلمة مرور افتراضية له«، بحسب د. ماركو، الذي يضيف أن ميزة»مشاركة المحادثة«في ChatGPT قد تبدو بسيطة، لكنها تُشكّل نقطة ضعف حقيقية في خصوصية المستخدمين، خصوصًا عند غياب الوعي بكيفية عملها. ما تشاركه اليوم على سبيل التجربة، قد يُصبح غدًا ظاهرًا في محرك بحث عالمي، دون أن تدري.
هل يمكن حذف محادثاتك من نتائج جوجل؟
وبخصوص حذف تلك المحادثات من نتائج البحث، أوضح ممدوح أن الطريقة المثلى والأسرع هي حذف المحادثة من المصدر الأساسي، أي من داخل حساب المستخدم في ChatGPT نفسه.
أما حذفها من Google، فيتطلب تقديم طلب إلى محرك البحث، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يتم تنفيذ الحذف فعليًا.
توصيات للحفاظ على محادثاتك مع شات جي بي تي
1. لا تضغط على زر «مشاركة» دون إدراك كامل للعواقب وأن المحتوى المنشور سيراه العالم أجمع.
2. لا تُدخل أي بيانات شخصية أو حساسة في محادثات الذكاء الاصطناعي.
3. راجع المحادثات التي شاركتها، واحذف ما لا يجب أن يكون عامًا.
4. تأكّد دائمًا من إعدادات الخصوصية قبل استخدام أي خاصية جديدة.