القصة الكاملة لغرق حفار «آدم مارين 12» في منطقة جبل الزيت برأس غارب

في واحدة من أخطر حوادث البحر التي شهدتها محافظة البحر الأحمر خلال الفترة الأخيرة، غرِق حفار البترول «آدم مارين 12» مساء أمس الثلاثاء أثناء جره بقاطرة بحرية لنقله إلى موقع عمل جديد بمنطقة جبل الزيت شمال مدينة رأس غارب، وكان على متنه 30 شخصًا من العاملين والفنيين. وقد أسفر الحادث عن إنقاذ 22 شخصًا، وانتشال 4 جثامين، فيما لا تزال أعمال البحث جارية للعثور على 4 مفقودين.
جاء البلاغ الأول عن الحادث إلى مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالمحافظة في تمام الساعة الثامنة مساءً، حيث أفادت إغاثة عاجلة من بارجة بحرية تفيد بغرق حفار بترول. على الفور، بدأت الأجهزة المعنية، بالتنسيق مع القوات المسلحة، في تنفيذ خطة الإنقاذ، حيث صدرت الأوامر بتحرك سريع لوحدات بحرية من إحدى القواعد القريبة، وكان لذلك التحرك الفوري دور كبير في إنقاذ أغلب من كانوا على متن الحفار.
المحافظ اللواء عمرو حنفي تحرك فورًا إلى موقع الحادث لمتابعة الموقف ميدانيًا، واطلع بنفسه على جهود فرق البحث والإنقاذ، والتقى عددًا من الناجين الذين وصلوا إلى الشاطئ، كما استقبل عددًا آخر جرى نقلهم بطائرتين إلى مطار الجونة لسرعة إسعافهم. وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى الجونة الخاص، حيث بلغ عددهم 22 مصابًا، منهم 4 عن طريق الطيران، و18 عن طريق سيارات الإسعاف.
وفي تصريح رسمي، أعلن المحافظ أن الحفار كان على متنه 30 شخصًا، جرى إنقاذ 22 منهم، وانتشال 4 جثامين، بينما لا يزال 4 في عداد المفقودين
فيما تستمر عمليات البحث عنهم عبر لنشات إنقاذ ومراكب دعم تابعة لعدد من الشركات العاملة في البحر، أبرزها شركة «جابكو». كما أعرب المحافظ عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، وناشد الجميع بالدعاء لعودة المفقودين.
وتم رفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات البحر الأحمر، وتم الدفع ب20 سيارة إسعاف إلى موقع البلاغ لتقديم الإسعافات اللازمة للناجين. وأكد المحافظ خلال زيارته للمصابين داخل مستشفى الجونة، أن الدولة حريصة على تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية لهم، مشددًا على المتابعة المستمرة لحالتهم الصحية حتى تماثلهم للشفاء.
وقد رافق المحافظ خلال جولته كل من اللواء تامر سمير، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ، واللواء ممدوح نديم رئيس مدينة رأس غارب، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية المعنية بمتابعة الحادث وتقديم الدعم الفوري للمصابين وأسر الضحايا.
الحادث أثار حالة من الحزن والقلق في أوساط العاملين في قطاع البترول، وفتح مجددًا ملف إجراءات السلامة والأمان خلال عمليات نقل المعدات الثقيلة في البحر، وسط مطالبات بإجراء تحقيق شامل في أسباب غرق الحفار، والتأكد من سلامة الإجراءات الفنية المتعلقة بنقله، تجنبًا لتكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.