قال الدكتور أحمد أمل، رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الدول الأفريقية من أكثر الدول التي قدمت تجارب في ملف إعادة الإعمار. وأضاف خلال مؤتمر «غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، اليوم الأربعاء، أن التجارب الأفريقية تتضمن ثلاثة محاور أساسية ممثلة في: عودة النازحين واللاجئين، وإعادة الإعمار، وبناء السلام بصورة مستدامة، مشيرًا إلى أن الحالات الأفريقية تتفاوت بشأن العودة للنازحين للأراضي؛ ففي الحالات التي تمكنت من العودة كانت هناك فرصة حقيقية لإعادة الإعمار وبناء السلام كما هو الحال في سيراليون. وأكد «أمل» أن إقرار مبدأ العودة ما بعد الصراع هو ضامن لاستدامة السلام، لافتًا إلى أن تجارب إعادة الأعمار في أفريقيا تمثلت في برنامج رواندا للتنمية الريفية مما أسهم في توطين اللاجئين بسرعة وتسريع وتيرة إعادة الإعمار والانتقال إلى تجربة مستدامة ناجحة. وأوضح أن في نيجيريا كان هناك تعافي أهلي، والذي بدأ عام 2023 بمبادرات محلية دون الطابع الرسمي، واعقبه إطلاق عملية إعادة الإعمار والتي بدأت بمبادرة لبناء المساجد والكنائس. وتابع: في ليبريا، والتي تم تفريغها من الكفاءات الإدارية نتيجة الحرب الأهلية الطويلة، تم استدعاء الخبراء والكفاءات لتبني خطة لإعادة الإعمار، وفي شمال أوغندا، ظهر مشروع من قبل الصندوق الحكومي باسم صندوق تنمية لشمال أوغندا، وتم إطلاقه عام 2008 ونجح في تحويل المقاتلين السابقين كعناصر فاعلة في التنمية. ونوه إلى أن هناك تجارب عدة لتفاقم الصراعات مما يترتب عليه تحديات أمنية بالغة، كما هو الحال في الكونغو وتنزانيا وأوغندا، مما تسبب في نقل النزاع لدور الجوار والتحول لصراعات إقليمية، موضحًا أن التجارب الأفريقية تشير إلى ترابط عودة النازحين وتوليهم بأيديهم إعادة الإعمار ثم تحقيق السلام المستدام.