لماذا يتجه الذهب للصعود مجددًا؟.. أسرار مكاسبه وسط توقعات خفض الفائدة

وسط أجواء من الترقب في الأسواق المالية العالمية، يواصل الذهب جذب الأنظار بعد أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية التي تركت بصمتها على حركة الأسواق. وبينما تراجعت أسعاره في المعاملات الفورية بشكل طفيف اليوم، إلا أنه يمضي بثبات نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي.
التقلبات الحالية ليست وليدة اللحظة؛ بل تعود إلى إشارات من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول إمكانية خفض معدلات الفائدة خلال العام الجاري، وهو ما زاد من إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن.
ومع إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك التي تعزز توقعات خفض الفائدة، بات الذهب في موقف أقوى، رغم تأثير ارتفاع معدلات الفائدة على جاذبيته.
وفي ظل هذه التطورات، لا يتعلق الأمر فقط بالمعدن الأصفر، بل يمتد إلى سعر الدولار الأميركي وسندات الخزانة التي تأثرت بدورها بمجموعة من المؤشرات الاقتصادية المتباينة، من بينها مبيعات التجزئة وطلبات إعانات البطالة.
فما الذي تحمله الأيام المقبلة لأسعار الذهب؟ وكيف ستؤثر تحركات الفيدرالي الأميركي على الأسواق؟ التفاصيل تكشف المزيد عن العلاقة المعقدة بين التضخم، الفائدة، وأداء المعادن النفيسة في سوق عالمي متغير.
اتجاه الذهب نحو مكاسب أسبوعية جديدة
رغم من تراجع أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة، إلا أن المعدن الأصفر يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. جاء هذا الأداء الإيجابي في ظل مؤشرات اقتصادية أميركية تعزز التوقعات بخفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال العام الجاري. بحسب رويترز
* سعر الذهب الفوري: تراجع بنسبة 0.14% ليصل إلى 2710.10 دولار للأونصة.
* العقود الآجلة للذهب: تراجعت بنسبة 0.1% لتبلغ 2747.50 دولار للأوقية.
* المكاسب الأسبوعية: سجل الذهب مكاسب بنحو 1% حتى الآن هذا الأسبوع.
التوقعات بخفض معدلات الفائدة
صرح كريستوفر والر، أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بأن خيار خفض معدلات الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام يظل قائمًا إذا استمرت البيانات الاقتصادية في إظهار تباطؤ واضح. وفقًا ل «AFP»
وتزايدت التوقعات بخفض الفائدة بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء، التي أظهرت استمرار التراجع في معدلات التضخم. من المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة الحالي بين 4.25% و4.50% خلال اجتماعه المقبل يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني.
الذهب كملاذ آمن وسط تضخم متراجع
يعتبر الذهب أحد أهم وسائل التحوط ضد التضخم، لكن ارتفاع معدلات الفائدة يقلل من جاذبيته، إذ ترفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به. ومع ذلك، فإن التراجع في عائدات سندات الخزانة والدولار الأميركي هذا الأسبوع ساعد في دعم أسعار الذهب.
رأي الخبراء حول التضخم
قال توماس باركين، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إن بيانات التضخم الأخيرة لشهر ديسمبر/كانون الأول 2024 أظهرت استمرار تراجع ضغوط الأسعار.
ومع ذلك، أشار بعض المحللين إلى أن الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تفرضها إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تزيد من التضخم في الأشهر المقبلة، مما يعيد الذهب إلى دائرة الضوء كملاذ آمن.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
* الفضة: ارتفعت في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 30.82 دولار للأونصة، محققة مكاسب تزيد عن 1% خلال الأسبوع.
* البلاديوم: تراجع بنسبة 0.1% ليبلغ 937.25 دولار، مع توقع خسائر أسبوعية.
* البلاتين: انخفض بنسبة 0.1% ليصل إلى 931.85 دولار، متجهًا نحو تسجيل خسائر أسبوعية أيضاً.