الحرائق ليست في الغابات فقط.. 3 خلافات سياسية في الولايات المتحدة أشعلتها كارثة لوس أنجلوس

أثارت حرائق الغابات المشتعلة في الولايات المتحدة خلافاتٍ سياسية بين المسؤولين لتعود إلى واجهة الأحداث وسط حالة من الفوضى الإدارية مع دخول الكارثة يومها السابع دون التوصل إلى طريقة للسيطرة عليها فضلًا عن تأمين المواطنين.
الخلاف بين ترامب وحاكم ولاية كاليفورنيا
منذ يوم الثلاثاء 7 يناير، عندما بدأت سلسلة من الحرائق التي عملت رياح سانتا آنا على انتشارها في جميع أنحاء منطقة لوس أنجلوس، انتقد الرئيس الأمريكي المنتخب حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم في أكثر من مناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لسوء إدارة مياه الولاية، داعيًا قادة كاليفورنيا إلى الاستقالة بعد فشلها في مكافحة الكوارث، بحسب الإذاعة العامة لشمال كاليفورنيا «kqed» التي أوضحت أن ترامب ألقى باللوم على «نيوسوم» في أزمة حرائق الغابات بسبب رفضه التوقيع على إعلان استعادة المياه المعروض عليه والذي كان سيسمح لملايين الجالونات من مياه الأمطار الزائدة وذوبان الثلوج من الشمال، بالتدفق يوميًا إلى العديد من أجزاء كاليفورنيا، بما في ذلك المناطق التي تحترق حاليًا بطريقة كارثية.
وأثار الخطاب العدائي مخاوف المسؤولين في الولاية من أن ينفذ ترامب تهديداته السابقة بحجب المساعدات عن كاليفورنيا ما لم تقم بإصلاح سياستها المائية من خلال السماح بتدفق المزيد من الإمدادات جنوبًا إلى مزارعي وادي «سنترال» وجنوب كاليفورنيا، وهذا من شأنه أن يزيد من تكلفة تعافي الولاية من حرائق لوس أنجلوس.
وفي محاولة لتهدئة الموقف بعد هجوم ترامب عليه بالانتقادات الحادة، كتب جافين نيوسوم في رسالة إلى الرئيس المنتخب أنه ينبغي عدم «تسييس» المأساة الإنسانية أو نشر معلومات مضللة، إذ يستحق مئات الآلاف من الأميركيين النازحين من منازلهم والخائفين على المستقبل أن يشاهدوا قادته وهم يعملون جميعًا لصالحهم ولضمان التعافي السريع وإعادة البناء.
ويرجع الخلاف بين ترامب ونيوسوم إلى عام 2018 في أعقاب حرائق الغابات التي كان أشهرها حريق «كامب» الذي تسبب في تدمير نحو 18 ألف مبنى، وذلك بعدما حجب ترامب الموافقة على المساعدات المتعلقة بالحرائق وقتها بسبب ميول الولاية الديمقراطية حتى أظهر له مساعدوه أن العديد من سكان المناطق المتضررة صوتوا لصالحه، أي لصالح الحزب الجمهوري.
انتقادات لرئيسة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس
تواجه رئيسة الإطفاء في لوس أنجلوس كريستين كرولي موجة من الغضب الشعبي المتزايد وسط انتشار حرائق الغابات التي أجبرت نحو 200 ألف شخص حتى الآن على إخلاء منازلهم، فضلًا عن مقتل 24 آخرين، وفقاً لصحيفة «news week».
ونظرًا لكون «كرولي» أول شخص مثلي من مزدوجي الميول الجنسية يتولى منصب رئيس إدارة مكافحة الحرائق بعد استقالة رئيس الإطفاء السابق رالف تيراساس بسبب عدم بذله جهودا كافية لوقف السلوكيات الجنسية والعنصرية داخل الإدارة في لوس أنجلوس، فإنها تواجه اتهامات بتحيزها للأشخاص المثليين والذي دفعها إلى ترقية موظفين غير أكفاء في أوقاتٍ قياسية واستبعاد الكوادر المتميزة طالما لا يتفقون معها في الأفكار والميول، وهو ما عرضها لانتقاداتٍ لاذعة من الإعلام الأمريكية الذي اتهمها بالتسبب في خروج الكارثة عن السيطرة بسبب سياستها العنصرية، فيما قامت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس بملء جميع خزانات المياه المتاحة، بما في ذلك 3 خزانات سعة مليون جالون تقع في منطقة «باليساديس» ومع ذلك، تأثر توفر المياه في المرتفعات العالية مما أثر على بعض صنابير مكافحة الحرائق بسبب افتقار تلك الخزانات إلى التجديد والصيانة، ليتسبب الطلب الشديد في تباطؤ معدل إعادة تعبئة الخزانات متحدياً جهود مكافحة الحرائق في المنطقة.
الخلاف بين جو بايدن وترامب
لم يكتفِ دونالد ترامب بتوجيه الانتقادات لإدارة مكافحة الحرائق، بل أطلق سلسلة من الادعاءات الهجومية ضد الحكومة الديموقراطية بقيادة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ليوجه الرأي العام الأمريكي إلى فشل الإدارة الحالية في إدارة الكوارث باتهامه الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بأن «ليس لديها أموال لدعم جهود الإغاثة في كاليفورنيا» وهو ما تم دحضه لاحقًا من خلال إقرار الكونجرس مساعدات إضافية بقيمة 29 مليار دولار.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ترامب اتهاماته الهجومية للشخصيات الأبرز على قائمة غرمائه السياسيين، ففي عام 2019 وبينما كان على رأس السلطة، أشار إلى أن إعصار دوريان سيؤثر على ولاية ألاباما، لكن هيئة الأرصاد الجوية اضطرت إلى نفي تلك المزاعم، كما ألقى ترامب باللوم على الزعماء المحليين في «بورتوريكو» خلال إعصار آخر، مدعيًا فسادهم وعدم كفاءتهم.