مفتاح اللغة الهيروغليفية.. 225 سنة على اكتشاف «حجر رشيد»

احتفل أمس قطاع المتاحف المصري، بذكرى اكتشاف حجر رشيد، على يد أحد جنود الحملة الفرنسية في يوليو 1799 ميلاديًا، تحت أنقاض قلعة قايتباي بمدينة رشيد أو قلعة «جوليان» كما أطلق عليها الفرنسيون.
في 1798 ميلادي، أنطلق نابليون بونابرت على رأس حملة عسكرية لاحتلال مصر أطلق عليها «جيش الشرق»، وكان معه بالحملة أكبر قوة محمولة بحرًا في ذلك التاريخ، تضم نحو 167 عالما وفنانا من أبرز علماء فرنسا في العلوم والفنون والآداب ليسير على خطى مثله الأعلى «الإسكندر الأكبر»، بحثا عن تكوين إمبراطورية في الشرق.
بعدها بعام وأثناء أعمال الحفر بقلعة قايتباي لإجراء بعض التحصينات العسكرية، وجد أحد الجنود الفرنسيون ويدعى «بيير فرانسوا بوشار»، حجر رشيد تحت أنقاض القلعة، وعلى الرغم من إدراكهم أنه قطعة ثمينة، اضطر الجنود الفرنسيون تسليم الحجر إلى القوات الإنجليزية بعد أن هزمهم الجيش البريطاني بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801.
حجر رشيد الذي يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد، مكون من حجر الجرانودايورايت، ونقش عليه مرسوم شكر وعرفان موجه من مجموعة من كهنة مدينة منف للملك بطليموس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم.
تم نقش المرسوم على الحجر بثلاث لغات مختلفة، ومنها في الجزء العلوي اللغة الهيروغليفية كونها اللغة الخاصة بالمراسيم الكهنوتية، ثم اللغة الديموطيقية وهي اللغة المستخدمة في النصوص المصرية غير الرسمية، ثم في الجزء الأدنى باللغة اليونانية القديمة.
مع نهاية القرن الرابع الميلادي، أصبحت اللغة الهيروغليفية في طي النسيان، ولم يعد أحد يستخدمها في الكتابة، ولكن وبعد مرور 1400 عامًا على صنع الحجر، تمكن العلماء من فك رموز اللغة الهيروغليفية بالاستعانة بالنص اليوناني الموجود على الحجر.
يسكن حجر رشيد حالياً ومنذ عام 1802 ميلادياً، المتحف البريطاني، ولم يغادره سوى مرة واحدة فقط خلال الحرب العالمية الأولى خوفاً من تضرر الحجر من القصف الذي تعرضت له لندن.