محاكاة للعالم من نافذة صغيرة.. «العازر» فنان يوثق الشارع المصري ب «الديوراما»

كنافذة حية تعيد إحياء جمال التفاصيل والذكريات يظهر فن المصغرات، أو ما يُعرف بالديوراما، على أيدي فنان مصري يوثق الشارع المصري بمحاكاة فنية فريدة من نوعها، يخلقها العازر بدر، ذو ال 38 عامًا، وهو فنان يحول الشارع المصري لفن الديوراما، بعالم خاص من المجسمات الصغيرة عبر دراسته ببكالوريوس التربية الفنية، التي تحول معها شغفه بالفن إلى مهنة متكاملة، حيث يدير أكاديمية لتعليم الرسم وتنمية المواهب، ورغم ذلك يتجلى شغف «العازر» الحقيقي في فن المصغرات.
ففي أحد أحياء القاهرة، وبين ذكريات الطفولة وأصوات الحاضر، يحفر الفنان "العازر بدر" حلمه بشارع مصغر، شارع من صنع يديه، يروي حكاية مصر بأدق تفاصيلها، فينبض بالحياة رغم صغر حجمه. هو شارع بطول 2 متر:بدأت رحلته منذ 4 سنوات، ولازال ينمو مع كل قطعة جديدة، ليضج بالحياة ويجسد الواقع.
فيقول «العازر» ل "المصري اليوم" أن اهتمامه بفن المصغرات ليس مجرد هواية عابرة، بل هو نتاج دراسة لسنوات طويلة كون منها خبرة كبيرة؛ حيث بدأ شغفه من دراسته للفنون المختلفة، ما منحه خبرة متنوعة للتعامل مع جميع الخامات والأشكال الفنية.
هذا الشغف دفعه لتجسيد شوارع كاملة بمقاييس مصغرة، فيوضح «العازر» أن العمل على المصغرات يتطلب تخطيطًا دقيقًا وصبرًا كبيرًا. فيبدأ برسم الاسكتشات والتخطيط للقطع، ويستمر في العمل عليها لساعات طويلة دون أن يشعر بالوقت، محققًا بذلك مستوى عاليًا من الدقة والتفاصيل.
«العازر» فنان يبدع بصناعة عوالم صغيرة بحرفية عالية
يصف "العازر" عمله بأنه "حلم يتحقق"، ويزداد اتساعاً مع كل قطعة جديدة، فيقول : أن هذا الشارع من أكبر مشروعات الديوراما اليدوية في مصر والوطن العربي، ويتابع:« أنه فن مصري موجود في الحضارة المصرية القديمة، ومع الوقت بدأ يندثر في مصر والوطن العربي بشكل عام لكنه يمتلك شعبية وجماهيرية كبيرة جدا».
وعن سعادته بالقطع التي يعمل عليها، أشار لأقربهم لقلبه وهي القطعة الأولى "ناصية 19" فكانت نقطة انطلاق هامة لانتشار أعماله على نطاق واسع».
قهوة شارع العشرين
كذلك يُحدثنا «بدر» عن أهمية الواقعية في فنه قائلًا: هدفي القدرة على الوصول لدرجة كبيرة جدا من الواقعية حيث يشعر من يشاهدها وكأنها شوارع حقيقية وليست مصغرات، وبالفعل نجحت في ذلك بفضل الله، فالبعض لا يصدق أنها شوارع مرسومة ويعتقدون أنها صور لشوارع حقيقية، وليست مصنوعة باليد».
وعن شعور إنجاز القطع الصغيرة في شارعه الكبير يقول «العازر»، :« لما بتخلص القطعة بيكون ليها طعم خاص، فانجاز قطعة مجسمة في الشارع يشعرني دائمًا أنني أضفت، مُتابعًا «لأن الشارع ده بالنسبة ليا هدف كبير أو حلم إنه يستمر ويفضل يكبر طول منا بتنفس أو حي أرزق».
أما عن هدفه من المشروع يقول: «اتمنى استعادة قوة هذا النوع من الفن مرة أخرى، خاصة أن المصريين يتمتعوا بمهارات عالية فيه، ولديهم القدرة على المنافسة العالمية، وبشكل شخصي اتمنى أن مشروع الشارع بتاعي يكبر وينتشر كفن بين الجماهير».