السفير الروسى لدى القاهرة جيورجى بوريسنكو ل«المصرى اليوم»: نرفض تهجير أبناء غزة

قال سفير روسيا لدى مصر، جيورجى بوريسنكو، إن مصر وروسيا مرتبطان بعلاقات صداقة قوية على المستويين الحكومى والشعبى، كما أن العلاقة استيراتيجية، وأن حجم التبادل التجارى تجاوز 7 مليار دولار.
وأكد «بوريسنكو» في حواره ل«المصرى اليوم»، رفض موسكو لتهجير أبناء قطاع غزة، موضحًا أن بلاده لم تدعم حركة «حماس» عسكريًا، مشيرًا إلى استمرار العمليات العسكرية على أوكرانيا حتى القضاء على ما وصفه ب«النازية»، وإلى نص الحوار:
**بداية بلادكم نظمت منتدى قازان الدولى «روسيا- العالم الإسلامي»، كيف ترى المشاركة من الدول الإسلامية؟
تربطنا علاقة وطيدة وشراكة استراتيجية مع العديد من الدول الإسلامية، وحجم المشاركة مع عواصم تلك الدول في المنتدى يؤكد أن هناك حرص على تعميق العلاقات الثنائية، وقد حرص الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على الترحيب بالضيوف المشاركين، فيما تم التأكيد على ضرورة التعددية القطبية، رفضا للهيمنة الأحادية من أجل النهوض والاستقرار العالمى.
**كيف ترى الأوضاع في قطاع غزة بعد مرور نحو 8 أشهر من الحرب؟
ندعو بشكل منتظم في مجلس الأمن والمنصات الدولية الأخرى إلى وقف فورى لإطلاق النار وحل الأزمة من خلال الوسائل السياسية، ونعتبر استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب القطاع في منطقة رفح الفلسطينية وأى محاولات لطرد الفلسطينيين قسرا من أراضيهم أمرا غير مقبول.
وروسيا لم تقدم ولا تقدم أي مساعدة عسكرية لحماس، نحن نجرى اتصالات مع الحركة على مختلف المستويات ولكن يدور الحديث فقط حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين يحملون أيضا الجنسية الروسية، والتغلب على الصراع المستمر منذ عام 1948 من خلال إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، التي من أجل تحقيقه لا بد من الفلسطينيين أن يتغلبوا على الخلافات الداخلية، وفى الوقت نفسه، منذ بداية العملية الإسرائيلية الحالية في غزة نحثها على وقف هذه العملية من أجل إنقاذ حياة الأطفال والنساء، ولتحقيق ذلك، قدمنا بأنفسنا عدة مشاريع قرارات إلى مجلس الأمن، ودعمنا مقترحات بنفس المعنى من أصدقائنا العرب، لكنها جميعها لم يتم الاتخاذ بسبب استخدام حق الفيتو من قبل الولايات المتحدة.
** قبل أن أنتقل للعلاقات الثنائية مع مصر.. ما هي أخر تطورات العملية العسكرية في أوكرانيا؟
عمليتنا العسكرية الخاصة مستمرة وتوقيتها يعتمد على خطوات الغرب، وستستمر حتى تحقيق مهام نزع السلاح وتطهير أوكرانيا، التي حولها حلف شمال الأطلسى لنقطة انطلاق عسكرية مناهضة لروسيا، من النازية، يجب التأكيد أنه في فبراير 2022 أصبحت بلادنا أن تدفع عن شعب دونباس الذي تعرض على مدى 8 سنوات لهجمات مستمرة من نظام النازيين الجدد في كييف.
وبسبب وجود رغبة كييف في إنهاء الحرب صوت سكان جمهوريتى دونيتسك ولوهانسك ومنطقتى زابورويجيا وخيرسون، التي يسكن فيها الروس، طوعا في الاستفتاء في سبتمبر 2022 للانضمام إلى روسيا، لا تزال أجزاء من هذه المناطق تحت سيطرة القوميين الأوكرانيين، وبالتالى فإن القتال يدور على الأراضى الروسية، التي لم نسيطر عليها حتى الآن.
قواتنا تتقدم للأمام وتحرر الأراضى الروسية تدريجيا، وكما تعترف واشنطن وعواصم الناتو الأخرى فإن الحرب قد تنتهى في غضون أسبوعين إذا توقف الغرب عن تزويد كييف بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وحلفائها، الذين أعلنوا عزمهم على إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، يطيلون أمد إراقة الدماء بكل في وسعهم، ويزودون الدبابات والطائرات والصواريخ بكثرة لقصف المدن الروسية ويأمرون دميتهم إرسال الجنود الأوكرانيين للمعارك، حيث يتم قتلهم.
**كيف ترى العلاقة بين مصر وروسيا؟
مصر وروسيا مرتبطان بعلاقات صداقة قوية على المستويين الحكومى والشعبى ويتميز التفاعل الثنائى بطبيعة الشراكة الإستراتيجية، وهو ما تم تسجيله في الاتفاقية ذات الصلة، التي دخلت حيز التنفيذ في يناير 2021، كما أن التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها، ولقد شهد العام الماضى مرور 80 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، أقيمت سلسلة من الفعاليات في كلا البلدين، كما أن العلاقات الروسية المصرية، القائمة على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة ستتطور وستتعزز بشكل ديناميكى في المستقبل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الصداقة الطويلة الأمد بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين.
**وماذا بعد انضمام مصر لمجموعة «بريكس» في ظل مشاركة البلدين في القمم الكبرى وزيارة المسؤولين المتبادلة؟
أعتقد أن الاتصالات الثنائية، تتميز بالديناميكية العالية للغاية على كافة المستويات، بما في ذلك على المستويات العليا، ويجرى رئيسا البلدين اتصالات هاتفية بشكل منتظم ويتبادلان الرسائل وفى يوليو الماضى أجرا محادثة مفصلة على هامش القمة الروسية الإفريقية التي عقدت في سانت بطرسبرج، وفى إطار الشراكة الإستراتجية يجتمع وزيرا الخارجية عدة مرات في السنة في أماكن ومنصات مختلفة.
وفى إبريل الماضى زار مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرجى ناريشكين القاهرة، ومنذ يناير الماضى أصبحت مصر عضوا في مجموعة البريكس، وهو ما تزامن مع نقل رئاسة هذه الجمعية إلى روسيا. وعلى طوال عام 2024 يقام في بلادنا أكثر من 200 حدث مختلف بمشاركة جميع الدول الأعضاء في البريكس، بما في ذلك على مستوى رؤساء المؤسسات، ومن المقرر عقد قمة «بريكس» في أكتوبر المقبل.
** إلى أي مدى وصل حجم التجارى بين البلدين؟
في عام 2023 بلغ حجم التبادل التجارى بحسب الإحصائيات الروسية، 7.150 مليار دولار، ونقوم بشكل رئيسى باستيراد الخضروات والفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى من مصر، واحتفظت روسيا بريادتها في صادرات الحبوب إلى مصر، حيث زودتها ب 8 ملايين طن، أو حوالى 80% من إجمالى القمح الذي اشترته مصر، وتقدر استثماراتنا في الاقتصاد المصرى بنحو 4.5 مليار دولار أمريكى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمارات المحتملة في المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس، عندما يصل المشروع إلى مرحلة تنفيذه التطبيقى، قد تتجاوز 7 مليارات دولار.
** نريد أن نعلم المزيد عن مشروع محطة الضبعة النووية؟
يجرى إنشاء أول محطة مصرية للطاقة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط باستخدام أحدث التقنيات الروسية وفقا للجدول الزمنى المعتمد. وفى يناير من هذا العام، شارك الرئيسان عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين في صيغة مؤتمر الفيديو في مراسم صب الخرسانة الأولى في أساس المفاعل الرابع للمحطة، وبذلك انتقلت جميع المفاعل النووية الأربع إلى مرحلة الإنشاء. ويجرى في مصانع شركة «روساتوم» في روسيا أيضا إنتاج المفاعلات نفسها وغيرها من المعدات على قدم وساق وقد تم بالفعل تسليم بعض عناصرها إلى مصر وتركيبها، ويعمل أكثر من 16 ألف مصرى وروس معا لضمان وصول المشروع المشترك إلى طاقته الكاملة لإنتاج 4.8 جيجاوات من الكهرباء في عام 2030.