من الوصول لغرفة نومه إلى الحديث عن استبداله.. القصة الكاملة لادعاءات إسرائيل حول يحيى السنوار

اعتقال أو اغتيال يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، حلم يرواد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ هجومه البري على قطاع غزة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر الماضي، ويومًا بعد الثاني تتصاعد الادعاءات باقتراب القوات الإسرائيلية من الوصول إلى السنوار.
وذكرت القناة ال13 الإسرائيلية، قبل أيام، أن الجيش حصل على تسجيل مصور لزعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار في غرفة نومه مع زوجته وأطفاله داخل أحد الأنفاق في خان يونس، قبل أن يغادرها بعدما علم بأن مكانه قد انكشف.
وأضافت أن التسجيل رصد السنوار في اللقطات وهو يسير ويوجه القتال ويقود القوات من ذلك النفق. غادر المكان بعد أن أدرك أن مكان تواجده قد تم الكشف عنه وأن قوات الجيش الإسرائيلي تلاحقه.
وأوضحت أنه بحسب التسجيل المصور، فإن السنوار لم يتعرض للإصابة خلال الغارات الإسرائيلية المتواصلة على خان يونس. ولم ينشر الجيش الإسرائيلي الفيديو أو بيانا بشأنه حتى اللحظة.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الاثنين، أن قيادة حركة «حماس» في الخارج تتطلع إلى استبدال زعيمها في غزة يحيى السنوار.
وخلال تقييم أجراه مع قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، قال جالانت إن حماس لم تعد «تثق في قادتها».
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن السنوار انقطع عن الاتصال بقيادة الحركة في الخارج منذ نهاية شهر يناير، كما أن مشاركته في المفاوضات الجارية بشأن الرهائن موضع شك.
وأضاف جالانت: «فرع حماس في غزة لا يرد، لا يوجد قادة في الميدان للتحدث معهم وهذا يعني أن هناك مناقشات لتحديد من يدير القطاع.. حاليا لا يوجد أحد يقود العمليات».
وادعى المسؤول الإسرائيلي أن قيادة حماس في الخارج تبحث عن قادة جدد في غزة، وبديل للسنوار، حسبما نقل موقع «تايمز أو إسرائيل».
وكان تقرير نشره موقع «والا» الإسرائيلي، في التاسع من فبراير، قال إن السنوار، أصبح منعزلا عن قيادة حماس في الخارج، بسبب القصف المستمر الذي تشنه إسرائيل على القطاع.
وبحسب «والا» تقدر مصادر سياسية أن زعيم الحركة لم يكن طرفا في قرار رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن الأخيرة المقترحة، ولم يشارك في صياغة الرد.
بديل السنوار
زعمت هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن مصادر في غزة أن اختفاء السنوار وانقطاع الاتصال بينه وحركة حماس، أدى إلى بدأ الحركة في دراسة إمكانيات تعيين بديل في حال اغتياله.
وحسب التقرير فإن الشخص المطروح ليحل مكان السنوار هو عضو المكتب السياسي للحركة دائرة الشهداء والجرحى والأسرى، روحي مشتهى، مشيرا إلى أنه أكثر شخصية مقربة من السنوار، لافتًا إلى أنه كان يمكث بنفس الزنزانة في السجن.
وقال التقرير إنه «منذ ذلك الوقت أصبح مشتهى اليد اليمنى للسنوار ومبعوث السنوار لمهمات خاصة.. ويتضح أيضا أنه من الممكن أن يكون مشتهى على اتصال مع قيادة حماس في الخارج في الفترة الأخيرة».
وادعى التقرير أن بأن روحي مشتهى اغتيل مع أحمد غندور، قائد الوحدة الشمالية ل«حماس» والمسؤول الذي يربط بين الذراع العسكرية والسياسية، لكن عادت توضح أنه كان مُختبًا وهو لا يزال قيد الحياة.
رد حماس
قالت حركة حماس إن تصريحات وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يوآف جالانت، حول وجود خلافات داخل قيادة الحركة والبحث عن بديل لقائدها في قطاع غزة يحيى السنوار: «حرب نفسية مكشوفة».
وأفادت الحركة في بيان لها، أمس الاثنين، بأن «محاولات الاحتلال فبركة معلومات حول قيادة الحركة والمجاهد يحيى السنوار، سخيفة وهدفها رفع معنويات جيشهم وكيانهم المنهارة».
وشدد المصدر على أن فشل الاحتلال في الوصول إلى قادة المقاومة يدفعه لادعاء إنجازات وهمية.
من هو يحيى السنوار؟
ينحدر يحيى إبراهيم حسن السنوار من عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان، قبل إعلان كيان الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
ولد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، وترعرع في المخيم، والذي ما لبث أن وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. وتلقى تعليمه في مدارس المخيم حتى الدراسة الثانوية، والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وفي عام 1982 قبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر بتهمة الانخراط في «أنشطة تخريبية»، وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية بسجنه مدى الحياة 4 مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن، هي معظم سنوات شبابه.
بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية، فإن السنوار الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، إذ أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارًا ب «مجد».
وكانت إسرائيل اتهمت السنوار الذي وصفه متحدث باسم الجيش ب «الرجل الميت»، إلى جانب قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بالتخطيط لهجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.