أسرة سائق القليوبية ضحية صديقيه: «غدروا بيه عشان يسرقوه»

الشابة الثلاثينية تحمل ابنها الرضيع، تطرق باب الشقة، لا يفتح زوجها ولا يُجيب، ولأنها ليست عادته أخرجت مفتاحها ودخلت شقتها لتكتشف أن زوجها على الأرض لا يُحرك ساكنًا. تتحسس جسده بيديها: «لقيت جسمه متلج»، وبفتحها الشرفة، لأن «النور كان قاطع»، أطلقت صرخة وهى ترى كفيها ملطختين بالدم، وزوجها قد تورم وجهه وبه إصابات بالغة، ولم تمر سوى 3 ساعات حتى ضبطت الشرطة صديقى المجنى عليه لارتكابهما الجريمة بدافع سرقته، «دخلوا بيته وأكلوا عيش وملح وخانوه»، رددتها الزوجة المكلومة.
افتكرتهم هيقعدوا معاه شوية
«وفاء» كانت فى منزل أسرتها بشبين القناطر بالقليوبية، اتصلت على زوجها «أشرف»، سائق، ولم يجب، «لقيت التليفون بيكنسل علىَّ كتير، استغربت»، قالت لأمها: «لازم أروح له، مش عوايده دى خالص»، دخلت الشقة «لقيته نايم على الأرض حبيبى، كان ساقع متلج خالص»، تروى أن "التيار الكهربائى كان فاصلًا فى ال2.5 ظهرًا ولما فتحت الشباك ليدخل نورًا إذا بىّ أطالع يدىّ ملطختين بالدماء، التفت ناحيته، وشه كان أزرق، وعينيه طالعة لبره».
الزوجة، صراخها المتواصل أفزع ابنها صاحب العام ونصف، «الجيران كلهم طلعولى»، تقول إنها اكتشفت أن «جيوب جوزى كانت خارجة لبره، وكل شىء حواليه مختفى حتى حذاؤه مسروق»، تشير إلى أنها لم تكن تتوقع عدم رده على تليفونها وقلبها أكلها عليه، ولأول وهلة الأهالى طالبوها «مطحتيش إيديكى عليه تانى، عشان البصمات».
الشرطة تصل رفقة النيابة العامة إلى موقع الجريمة لإجراء المعاينات اللازمة، تلاحظ أن «أشرف» كان مكبلاً بحبل، وواضح أنه أُجبر على وضع بصمته بأوراق، وبعد ساعات كانت أجهزة الأمن قد ضبطت مرتكبى الجريمة، وتعرفت عليهما الزوجة التى قالت إنها فى اليوم الذى توجهت فيه لمنزل أهلها طالعتهما يتوجهان إلى بيتها «افتكرتهم هيقعدوا معاه شوية، مكانش فى دماغى حاجة».
مضوه على إيصالات أمانة
زوجة «أشرف» تروى أنه باع قبل أيام سيارته ربع النقل، وكان يستعد لشراء «ميكروباص» ليعمل عليه، إذ قال لها: «عايز أكون مستقر، وأشتغل فى أى موقف»، وهو يؤكد لها «عشان ربنا يكرمنا، نفسى نخلف عيل تانى يبقى أخ لولدنا الوحيد»، وتشرح الزوج المكلومة أنه كان يقول لها: «إنتى أختى وأمى وحياتى كلها».
نشأ السائق المجنى عليه يتيمًا وربته سيدة من جيرانه، حتى أصبح شابًا وتقدم للزواج من ابنتها «وفاء»، التى تبكيه «ده ابنى، عمره ما زعلنى خالص»، وتعاود زوجته كلامها عن طمع صديقيه فى أمواله التى ظنا أنه يحتفظ بها داخل الشقة: «جم وضربوه، ومضوه على إيصالات أمانة ومن شدة تعذيبه مات فى إيديهم».
ضربة على الرأس كانت سبب وفاته وفق التقرير المبدئى للطب الشرعى، وتروى الزوجة المكلومة أنها شاهدت رأس «أشرف» كأنه مقسوم نصفين، والشرطة عثرت على الآلات الحادة المستخدمة فى ارتكاب الجريمة، التى مثلها المتهمان واعترفا بتفاصيلها.
موتوه وتركوا ابنه وحيدًا بلا أب ولا سند
الزوجة التى يعتصر الألم قلبها بحزن قالت إن المجنى عليه عاش وحيدًا ومات وحيدًا، فلم يَرَ والديه منذ صغره، فكنت كل حياته «كان عايزنى أخلف له عيال تانى، ليحملوا اسمه ويخلدوه فى الدنيا»، تجفف دمعها أثناء ترديدها «موتوه وتركوا ابنه وحيدًا بلا أب ولا سند»، قبل أن تطالب بالقصاص القانونى العاجل، وتمنت أن يكون إعدامهما فى ميدان عام ليكونا عبرة لكل من يخون لقمة العيش والملح، على حد قولها.
دُفن جثمان «أشرف» بمقابر أهل زوجته التى وقفت أمامه، كأنها تتحدث إليه «أنت وسطنا وطول عمرك كنت واحد مننا، نلاقيك فى الجنة ونعيمها».
وقررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة بالإكراه.