حماية أرقام الهواتف المحمولة تكتسب أهميتها من قيمة أصحابها، فضمان سريتها يساهم في حفظ حياتهم وأرواحهم بعيدًا عن المخاطر التي ربما تلحق بهم بمجرد الإعلان عنها للعامة والعالم، إذ يمكن أن يتعرض الشخصيات البارزة مثل الرؤساء والمسؤولين الدوليين أو القادة إلى التلصص وتهكير هواتفهم بل وإرسال رسائل نصية تشكل خطورة على استقرارهم النفسي وأكثر. وكان السؤال.. هل كان المندوب الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة، جلعاد إردان، على علم بتلك العباراتأو تأثيراتها السلبية؟، حين قرر إردان إعلان رقم هاتف مكتب رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، برفع صورة يسجل عليها الاسم والصورة كذلك رقم هاتفه، حسب مزاعمه، الذي يبدأ بمفتاح الاتصال بفلسطين (+970)، محاولًا إظهار نيته الحسنة من وراء تلك الخطوة، إذ دعى الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الوصول لاتفاق معه عبر مكالمته هاتفيًا. وبالتأكيد لم تمر تصرفاته بشكل طبيعي بل استخدم الكثيرين وعلى رأسهم الإسرائيليين، رقم الهاتف للوصول إلى السنوار ومن المحتمل أن يكون الرقم الهاتفي وصلت إليه العديد من رسائل التهديدات والمضايقات وغيرها، تلك البيانات التي أتضح بعد مرور ساعات أنها لا تعود إليه ولكن هو رقم الجهاز الإعلامي الحكومي في غزة. وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، اليوم الخميس، أن أحد الصحفيين الإسرائيليين، ويدعى جيل تماري، والذي يعمل بالقناة الإخبارية الإسرائيلية 13، حاول الاتصال برقم السنوار، الثلاثاء، ولفتت الصحيفة إلى أن الرقم كان إما معطلًا أو كان الهاتف مغلقًا، حيث انتقلت المكالمة مباشرة إلى البريد الصوتي. وقال تماري: «يحيى السنوار، إذا وصلت إليك وهذا رقمك فمن الأفضل أن تستسلم». في المقابل ردت حركة حماس على تصرفات السفير الإسرائيلي، بنشر رقم هاتفه أيضًا ليذوق نتائج ما فعله خلال جلسة الأممالمتحدة، وذكرت الصحيفة العبرية أنه منذ ذلك الوقت، يتبقى إردان العديد من الإهانات والهجمات الشخصية التي تم إرسالها إلى هاتفه. ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الإساءات التي تلقاها إردان كانت مرسلة من رقم هاتف إندونيسي، بما في ذلك تهديدات ضده وضد عائلته، مثل القول بأنهم سيقتلونه هو وعائلته قريبًا. فيما أشارت الصحيفة إلى أن إحدى الرسائل كانت تبدأ بطريقة وصفتها بأنها «غير مؤذية تمامًا»، قائلة: «مرحبًا، لماذا حاولت أن تقول أن هذا هو رقم قائدنا؟» ثم تتغير نغمتها بسرعة على حد قولهم لتصبح: «يمكننا أن نقتلك أنت وعائلتك قريبًا». وكان السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رفع اللافتة ببيانات السنوار، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، إذ قال: «هل تريدون وقفًا حقيقيًا لإطلاق النار؟» أثناء حمل اللافتة عالية وألتقطتها عدسات الكاميرات وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإسرائيلية. وتابع إردان بالجسة الأممية: «اتصل… واسأل عن يحيى السنوار.. اطلب من حماس إلقاء أسلحتها، وتسليم نفسها، وإعادة رهائننا.. سيؤدي هذا إلى وقف كامل لإطلاق النار سيستمر إلى الأبد».دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في غزة بأغلبية 153 صوتا مقابل 10، مع امتناع 23 دولة عن التصويت بعد ساعات من تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل من أنها تفقد الدعم لحملتها للإطاحة بحركة حماس. وقوبل القرار، وهو الثاني من نوعه منذ هجوم ال7 من أكتوبر الماضي، بالتصفيق. فيما عارضت الولاياتالمتحدة وإسرائيل هذا الإجراء، وكذلك فعلت النمسا وجمهورية التشيك وجواتيمالا وليبيريا وميكرونيزيا وناورو وبابوا غينيا الجديدة وباراجواي. وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتمع بالفعل نهاية الأسبوع الماضي بناء على طلب الأمين العام للمنظمة، أنطونيو جوتيريش، لمناقشة أوضاع الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وتم التصويت على قرار وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية خلال نفس المناقشة، حيث صوتت نحو 97 دولة عضو في الأممالمتحدة لصالح وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.