«كيميت بطرس غالى» تكرم الفائزين بجوائز المؤسسة 2023

ألقت أحداث حرب غزة بظلالها على الاحتفالية السنوية لمؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة»، حيث أعلن القائمون على المؤسسة الاكتفاء بتنظيم حفل صغير بالنادى الدبلوماسى لتكريم الفائزين بجوائز المؤسسة لعام 2023 في دورتها الخامسة، بحضور مجلس أمناء المؤسسة وعدد من الشخصيات العامة.
ووقف المشاركون دقيقة حداد في بداية الاحتفالية مساء أمس الأول، تضامنًا مع الشهداء والضحايا من الفلسطينيين نتيجة العدوان الغاشم على أهالى قطاع غزة والذى دخل شهره الثانى.
وشارك في الحفل العديد من الشخصيات من بينهم عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والسفير محمد العرابى، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، وزير الخارجية الأسبق، ومحمد فائق، وزير الإعلام الأسبق، والدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولى، والدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس أمناء المؤسسة، والدكتور مصطفى الفقى، والسفير مخلص قطب، الأمين العام الأسبق للمجلس القومى لحقوق الإنسان، والعديد من الشخصيات والأكاديميين والسياسيين.
من جانبه، أكد ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة»، أن الشعب الفلسطينى يعانى أهوال الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مدى أكثر من شهر، والتى تشكل بلا أدنى شك جرائم ضد الإنسانية، تندرج تحت الإبادة والتطهير العرقى وسياسة العقاب الجماعى والتهجير القسرى لشعب تحت الاحتلال، مضيفًا أن المؤسسة تنظم احتفالها السنوى كل عام في يوم 14 نوفمبر الذي يوافق تاريخ ميلاد الدكتور بطرس بطرس غالى.
وقال عباس: «فى احتفالنا كل عام نحتفى بالشخصيتين الحاصلتين على جوائز الإنجاز في إطار دبلوماسية صنع وحفظ السلام وفى نشر ثقافة السلام، وفى الوقت نفسه نكرم الطلاب الأوائل في كلية الاقتصاد والعلوم السياسة ونعلن نتيجة الجوائز التي تمنحها المؤسسة كل عام لأفضل رسالتين للدكتوراه في مجال القانون الدولى ومجال الدراسات الإفريقية».
وواصل: «لا أخفى عليكم أننا ترددنا هذا العام في إقامة أي احتفالات تضامنًا منا مع الشعب الفلسطينى، وفى النهاية قررنا ألا نؤجل الاحتفاء بالفائزين بجوائز التفوق العلمى والأكاديمى حرصًا منا على تشجيع العلم والمعرفة، فبدونهم لا تنهض الأمم، والذين يشكلون نشاطًا أساسيًّا وجوهريًّا من أنشطة المؤسسة والذى نرى ضرورة استمراره مهما كانت الظروف، على أن نرجئ الحفل السنوى الذي نحتفى فيه بالشخصيتين الفائزتين بجوائز الإنجاز في إطار دبلوماسية صنع وحفظ السلام وفى نشر ثقافة السلام إلى حين تنقشع الأزمة الراهنة».
وأوضح رئيس مجلس أمناء المؤسسة أن اهتمام الدكتور بطرس غالى بالعلم والمعرفة معروف للجميع، كذلك ارتباطه بجامعته، جامعة القاهرة، وبكليته التي أمضى فيها سنوات من عمره كلية الاقتصاد والعلوم السياسة، بالإضافة إلى تاريخه الدبلوماسى المتميز فقد كان قبل كل شىء متميزًا في مجال البحث العلمى طالبًا ثم أستاذًا جامعيًّا نابهًا، تعلمت على يديه أجيال كثيرة، كما كان سباقًا وملهمًا في أفكاره ويتمتع بنظرة مستقبلية ومتابعة لكل ما هو حديث ومتطور وكان يجمع في فهمه إدراكًا لإمكانيات مصر وفهمًا لثقافتها وأصالتها مع انفتاح على الحضارات الأخرى.
وكشف عن إطلاق المؤسسة بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إنشاء كرسى بطرس غالى في الكلية التي درس فيها، وذلك بهدف عقد المؤتمرات والندوات وتنظيم المحاضرات، وإجراء الأبحاث وتنظيم المسابقات في الموضوعات التي اهتم بها الدكتور بطرس غالى.
وأشار إلى أن المؤسسة في طريقها لإنشاء كرسى بحثى آخر أيضًا بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية باسم الدكتور عبدالملك عودة، الذي يعتبر واحدًا من أهم رواد الدراسات الإفريقية في مجال العلوم السياسية، كما قمنا بتجهيز قاعة في جريدة الأهرام مزودة بأحدث الأجهزة وسيتم الترتيب مع إدارة الأهرام لافتتاحها قريبًا.
وأكد الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس أمناء المؤسسة، أن الاحتفالية تأتى في توقيت صعب عكّر من صفوه العدوان الغاشم على غزة.
وقال: «كلمة (كيميت) في اللغة المصرية القديمة تعنى الأرض السوداء رمز النماء والاستدامة والخير والعطاء لدى المصريين، ووقع الاختيار على هذا الاسم ليكون تعبيرًا عن واقع فهم مسيرة الراحل بطرس غالى»، مضيفًا أن غالى بذل جهدًا كبيرًا طوال مسيرته في حل وتسوية الصراعات من خلال رؤيته لأجندة السلام المطروحة منذ التسعينيات في القرن الماضى.
وتابع أن «غالى» كتب وأثرى المكتبة العالمية بالعديد من الكتب باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، حيث شغلت القضايا العربية والإفريقية والعالمية جُلّ اهتماماته طوال مسيرته المهنية.
وعرض الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولى، تقريرًا حول أعمال الجائزة والمرشحين لها قبل الإعلان عن فوز الأسماء في مجالاتها وفروعها المختلفة.
وتطرق إلى العدوان على غزة، مؤكدًا أن جرائم إسرائيل تبتعد عن القانون الدولى، قائلًا: «الآن أنا أشد إيمانًا بالقانون الدولى رغم ما يحدث.. العيب ليس في القانون وإنما فيمن يتجاهل هذا القانون».
وانتقد صمت المجتمع الدولى تجاه ما يحدث في غزة قائلًا: «الصراعات تغلبت على المصالح والقوى الغاشمة تضغط على اعتبار أن القانون الدولى غيرموجود، وما زال لدينا المواثيق الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين والعيب في الذين لا يحترمون القانون».
وتابع: «يجب أن نزداد تمسكًا بالقانون الدولى ويجب أن يخضع له الجميع، رغم أنه أصبح هناك سلطات أعلى»، لافتًا إلى أن استخدام الولايات المتحدة للفيتو داخل مجلس الأمن ضد إصدار قرار بوقف الحرب على الغزة يضيع جهود المؤسسات الأممية ويعرقل عملها ويفقدها مصداقيتها.
وقال: «فى الوقت الذي نرى فيه حالة من الرفض الشعبى الدولى من خلال المظاهرات التي تشهدها العديد من البلدان في العالم، والتى وصلت إلى أن بعض اليهود في داخل إسرائيل وخارجها خرجوا في مظاهرات حاشدة تنديدًا بالعدوان والمطالبة بوقف الحرب على غزة، نجد الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة قرار بوقف الحرب».
وتساءل شهاب: «هل يتصور أحد أن دولة عظمى تدّعى الدفاع عن الحريات في العالم ترفع الفيتو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين؟!»، مشددًا على أن الصراع الآن هو كيف نضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدًا أنه يشكل الصراع بين الحق والكذب وبين العدل والظلم وبين الشرعية واللاشرعية، واصفًا موقف المجمتع الدولى عامة والولايات المتحدة بالمخجل والمحزن.
وأعلنت المؤسسة عن جوائزها، في مجال القانون الدولى برئاسة لجنة التحكيم الدكتور مفيد شهاب، وعضوية الدكتور سعيد جويلى، والدكتور أحمد فوزى، وحصد المركز الأول الدكتورة نبيلة صفصافة، عن رسالتها بعنوان «مكافحة الاستغلال الجنسى في ظل القانون الدولى العام والتشريعات الداخلية»، بينما حصد المركز الثانى الدكتور أحمد عبدالشافى محمد جمعة، عن رسالته بعنوان «حماية الأشخاص من جريمة الاختفاء القسرى في ضوء قواعد القانون الدولى والتشريعات الوطنية»، وفى مجال الدراسات الإفريقية، ترأس لجنة التحكيم الدكتور السيد فليفل، وعضوية السفير الدكتور صلاح حليمة، والدكتور حمدى عبدالرحمن، وفاز بالمركز الأول الدكتور خالد محمد محمد على، عن رسالته بعنوان «السدود العابرة للحدود الإفريقية جنوب الصحراء.. حالات دراسية»، بينما حصدت المركز الثانى الدكتورة رشا إبراهيم غريب محمد، عن رسالتها بعنوان «الاستمرارية والتغير في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إفريقيا- دراسة حالة منطقة القرن الإفريقى».
وعن جائزة التفوق الجامعى التي قدمتها الدكتورة حنان محمد على، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حصلت نورا محمد جاد جادالله، على المرتبة الأولى امتياز مع مرتبة الشرف بقسم العلوم السياسية شعبة اللغة العربية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لعام 2023، بينما حصل أحمد محمد أمين البنا، على المرتبة الأولى امتياز مع مرتبة الشرف بقسم العلوم السياسية شعبة اللغة الفرنسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لعام 2023.