شهداء وإصابات واعتقالات.. ليلة دامية فى مخيمات الضفة الغربية (تقرير)

شهدت مخيمات الضفة الغربية المحتلة ليلة دامية، إثر سلسلة مداهمات شنتها قوات الاحتلال على مناطق شرقي نابلس ومخيمي بلاطة وطولكرم وقريتي المغير وبلعين، أطلقت خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع والسام تجاه المدنيين العزل من سكانها، ما اسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة عشرات بالرصاص الحي والمطاطي فضلا عن وقوع إصابات بالاختناق في صفوف طالبات إحدى المدارس، وسط تشديد شرطة الاحتلال إجراءاتها العسكرية في القدس وممارستها مزيدا من التضييق على سكانها لتأمين مداهمات المستوطنين، مع مواصلة منظمات «الهيكل» حشدهم نحو باحات الأقصى وحماية شرطة وجيش الاحتلال ممارساتهم الاستفزازية والعنصرية التي تساق بذريعة الاحتفال بالأعياد اليهودية، وعربدة المستوطنين بمدن وقرى الضفة واستيلائهم على منازل مواطنيها بالقوة، في ظل تحذير فلسطيني من تداعيات استمرار هذا «الإرهاب الممنهج» مع مطالبة 20 سيناتوربمجلس الشيوخ الأمريكي إدارة الرئيس، جو بايدن بالضغط على الاحتلال لإنفاذ حل الدولتين، ووقف التوغل الاستيطاني تنفيذًا قرارات الشرعية الدولية.
وفى سادس أيام ما يُعرف بعيد العرش، حشدت جماعات الهيكل مئات المستوطنين نحو باحات الأقصى، اليوم، وسط ممارسات عنصرية، منها البصق على دور العبادة ورجال الدين، مع تشديد شرطة الاحتلال إجراءاتها العسكرية على أبواب الأقصى ومنعها الفلسطينيين من دخولها، وذلك بعد اقتحام 1040 مستوطنًا باحات الأقصى، أمس.
وأدى مستوطنون طقوسًا تلمودية في سوق القطانين، غربى الحرم القدسى، وفيما أجبرت قوات الاحتلال أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها.
وصعّدت قوات الاحتلال انتهاكاتها في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، وأوقعت قتلى ومصابين، وشنت حملة اعتقالات موسعة في مدن الضفة وقراها، مع تصعيد وتيرة العنف في المخيمات، إذ داهمت قوات الاحتلال، فجر الخميس، مخيم طولكرم، ما أدى لاندلاع مواجهات مع سكان المخيم، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وعشرات الإصابات.
ومنعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من الوصول إلى المصابين في المخيم، قبل أن يجبرها السكان على الانسحاب في ساعة مبكرة من صباح الخميس بعد اشتباكات دامية داخل المخيم.
وعقب مداهمة طولكرم أعلنت قوات الاحتلال أن مسلحين فلسطينيين أطلقا النار على مركبة للمستوطنين في منطقة «أفنى حيفتس»، ثم فتحا النار على قوات للجيش عند حاجز أمنى على مداخل طولكرم في عملية تبنتها «سرايا القدس».
وشرقى نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر أمس، مخيم بلاطة بالجرافات والآليات العسكرية، ما أدى لاندلاع مواجهات أسفرت عن إصابات في صفوف سكان المخيم.
ويأتى ذلك بعد تكثيف قوات الاحتلال تمركزها على مداخل المخيم لدى حاجز بيت فوريك العسكرى، ودفعت بالآليات والجرافات العسكرية، تمهيدًا لوصول حافلات المستوطنين إلى قبر يوسف، شرقى نابلس، إذ وصل نحو 2000 مستوطن إسرائيلى إلى قبر يوسف على متن حافلات وسط أفعال استفزازية بحق السكان. وإثر ذلك استهدفت «سرايا القدس» الآليات العسكرية الإسرائيلية بعبوات ناسفة أثناء الاقتحام.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى إصابة 126 بالاختناق جراء قنابل الغاز، وأصيب 3 فلسطينيين بالرصاص الحى.
وفى الخليل، أصيبت عشرات الطالبات في مدرسة بنات السموع الثانوية بالاختناق، صباح اليوم جراء إلقاء قوات الاحتلال قنابل الغاز السام تجاه المدرسة، عقب اقتحام البلدة الواقعة جنوبى الخليل.
وأدى عدد من المستوطنين طقوسًا تلمودية في منطقة الكرمل الأثرية في بلدة يطا، جنوبى الخليل، وفق ما أفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور، ل«وفا».
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، فجر الخميس، وأربعة آخرين من رام الله، وشابًا من ضاحية ذنابة عند حاجز عسكرى جنوب نابلس.
وواصل المستوطنون حملاتهم الممنهجة للاستيلاء على الأراضى والمنازل الفلسطينية، واستولى مستوطن على أرض يمتلكها فلسطينيون في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وشرع في حرثها، وفق «وفا».
في سياق موازٍ، تمكن مواطن فلسطينى من استعادة منزله في منطقة الدلبة جنوب الخليل، بعد أن استولى عليه مستوطنون بالقوة، خلال الأسبوع الماضى، ووضعوا أمتعتهم في البيت ورفعوا أعلام دولة الاحتلال على سطحه.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية «إرهاب الاحتلال ومستوطنيه الممنهج»، ونددت عبر بيانها بانتهاكات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة وجرائمهم ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وفى مقدمتها الاقتحامات الهمجية المتواصلة، التي تنفذها قوات الاحتلال في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وما ينتج عنها من شهداء واعتقالات وجرحى وتدمير البنية التحتية والتنكيل بالفلسطينيين المدنيين العزل.
وأشارت الوزارة إلى اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين قرية شوفة جنوب طولكرم، واستهداف قوات الاحتلال بالرصاص الحى مركبة فلسطينية، ما أدى إلى استشهاد شابين إضافة لوقوع إصابات، فضلًا عن تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين خلال اقتحام المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، ومخيمى بلاطة وطولكرم، وقريتى المغير وبلعين، وإطلاق الرصاص الحى وقنابل الغاز السام تجاه المدنيين العزل.
من جهته، حذر رئيس الوزراء الفلسطينى، محمد أشتية، من «التداعيات الخطيرة لاستمرار جرائم الاحتلال ومستعمريه المروعة بحق الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساتها»، مطالبًا بوقفها وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.
على الصعيد الدولى، طالب 20 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ الأمريكى إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، بالعمل على حماية حل الدولتين، مؤكدين ضرورة الالتزام بوقف التوسع الاستيطانى وتفكيك البؤر الاستعمارية غير القانونية، في الضفة، وإلغاء إعلان بعضها قانونيًا، وإلزام إسرائيل بالسماح للسلطة الفلسطينية بتوسيع مناطق نفوذ المدن الفلسطينية وخرائطها الهيكلية لغرض البناء، لمعالجة أزمة السكن الناتجة عن الزيادة السكانية.