مقتل 10 سوادنيين فى قصف مدفعى على «أم درمان»

تواصل قوات الدعم السريع اعتداءاتها على المدنيين فى السودان، حيث سقط 10 مدنيين- على الأقل- قتلى، وأصيب آخرون، أمس، جراء قصف محطة نقل فى منطقة الجرافة شمال أم درمان، فيما استمرت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع فى مدن الخرطوم ال3.
واتهم المتحدث باسم الجيش السودانى، العميد نبيل عبدالله، قوات الدعم السريع بالقصف العشوائى على المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينهم إصابات خطيرة.
وقالت لجنة مقاومة الجرافة إن ميليشيا الدعم السريع قصفت محطة المواصلات بالريف الشمالى بجرافة، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم عائلات وأطفال، وإصابة العشرات.
وخلّف القتال، الذى دخل شهره السادس، ظروفًا إنسانية بالغة التعقيد وتسبب فى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص، كما تسبب فى انهيار القطاع الصحى، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، ما ساهم فى انتشار الأوبئة والأمراض.
وتتواصل المواجهات العنيفة بين الطرفين لليوم ال12 على التوالى فى محيط القيادة العامة للجيش السودانى شرق الخرطوم، وقال شهود عيان ل«سودان تربيون» إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة سُمعت شرق القيادة، وتحديدًا فى «حى بورى»، رافقها قصف مدفعى متواصل، كما شوهدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد فى محيط المعارك.
وكثفت قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين هجماتها على المعسكرات الرئيسية للجيش فى العاصمة فى محاولة للسيطرة عليها، حيث هاجمت القيادة العامة وسلاح المهندسين وسلاح المدرعات بشراسة، وفى المقابل يسعى الجيش بشدة للدفاع عن قواعده من خلال صد موجات متتالية من تلك الهجمات.
ونفذت مقاتلات الجيش غارة جوية على مواقع قوات الدعم السريع بالقرب من كوبرى المنشية شرق النيل شرق العاصمة، وتصدت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع للهجوم الجوى، وذكرت مصادر محلية أن المدفعية الثقيلة قصفت أيضًا مواقع عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع فى منطقة الأزهرى جنوب الخرطوم، أعقبتها موجة من سحب الدخان الكثيفة.
وعلى صعيد المساعدات، نظم سودانيو الشتات فعاليات رياضية فى عدد من دول العالم، بهدف جمع التبرعات والمساعدات لمنظمات الإغاثة السودانية المحلية، بعد انحراف اهتمام العالم عما يحدث فى هذا البلد الذى مزقته الحروب الطاحنة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع غير الرسمية.
فى مدينة شانتيلى بولاية فيرجينيا الأمريكية، نظم السودانيون المقيمون بالمدينة بطولة غير رسمية باسم «سلام دانك من أجل السودان»، وهى واحدة من العديد من حملات جمع التبرعات الإنسانية على مستوى القاعدة الشعبية التى يقودها المهاجرون السودانيون وأحفادهم فى الغرب منذ بدء الحرب.
ومن أمريكا الشمالية إلى أستراليا، قام السودانيون بجمع الأموال لشراء أدوية الطوارئ والغذاء والإيجار، وضغطوا على المسؤولين لتسهيل دخول اللاجئين والمعلومات الجماعية حول السلامة على الطرق والرعاية الطبية وإدخال الأموال إلى البلاد؛ إذ تأتى هذه الخطوات بعد أن شعر العديد من السودانيين ومؤيديهم فى جميع أنحاء العالم بالإحباط المتزايد فى الوقت الذى تكافح فيه الدولة للحصول على حصتها من ميزانيات الإغاثة الدولية والبقاء على أجندة المساعدات العالمية.
وفى الأسبوع الماضى، التقى ممثلون عن الأمم المتحدة ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى فى نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الأزمات الإنسانية المتصاعدة.
لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقت 27% أو 266 مليون دولار فقط، من مبلغ المليار دولار الذى طلبته لاستجابتها الطارئة، وحذرت الوكالة فى أوائل أغسطس الماضى من أنه «على الرغم من خطورة الأزمة، فقد تدفق التمويل».
وعلى الصعيد الصحى، أفاد المهنيون الطبيون فى جميع أنحاء السودان بتصاعد أعداد معدلات الإصابة بحمى الكوليرا وحمى الضنك، والتى تفاقمت بسبب وصول الأمطار الموسمية ونقص الإمدادات الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية تسجيل 256 حالة إصابة بالكوليرا و18 حالة وفاة بمحلية القلابات شرق بالقضارف، وأشارت إلى انتشار المرض فى ست محليات بالقضارف ومنطقة شرق النيل بالخرطوم.
وتم تشكيل لجنة عليا لمكافحة حالات الكوليرا فى جميع أنحاء ولاية القضارف، وبحسب مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة العدوى، منتصر عثمان، فإن وزير الصحة سيرأسها، وبمشاركة منظمة «يونيسف» والأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود الهولندية، وسيتم تتبع المرض والاستجابة له وفق محاور محددة، بما فى ذلك المراقبة والمتابعة اليومية.
وبحسب نقابة الأطباء السودانية، تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك فى القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم، خلال الفترة ما بين الخامس عشر من إبريل ومنتصف سبتمبر الجارى.
من جانبه، قال مدير إدارة الملاريا بوزارة الصحة بالجزيرة، معاوية عبد القادر: «ندق ناقوس الخطر خشية أن يتفاقم الوضع الصحى ويصبح الضرر لا يمكن تجنبه».
وأعرب الأطباء فى الفاشر، عاصمة شمال دارفور، عن قلقهم إزاء تزايد حالات الإصابة بالملاريا، خاصة بين الأطفال، فيما تفيد التقارير بأن المستشفيات فى المدينة تكتظ بمئات الحالات يوميًا، ويتفاقم هذا الوضع بسبب نقص القدرات، حيث تم إغلاق مستشفى الفاشر التعليمى الكبير بسبب الحرب، ويقال إنه فى الوقت الحالى بمثابة ثكنة عسكرية.