سياسيون أمريكيون ينضمون لمسيرات منددة بغياب العدالة المناخية

انضم عدد من السياسيين الأمريكيين إلى المسيرات التي شهدتها شوارع مدينة منهاتن وشارك فيها عشرات الآلاف للتنديد بغياب العدالة المناخية، والضغط على صناع السياسات بإعلان «حالة طواري مناخية» وتبني استراتيجيات تفضي إلى التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري مع التلويح بآلاف اللافتات التي جرمت استخدامه كتب عليها«أوقفوا الوقود الأحفوري القاتل».
جاء ذلك تفي ظل استضافة نيويورك الأميريكية، أسبوع المناخ بدءا من اليوم وحتى نهاية الأسبوع الجاري، تزامنا انعقاد الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بها للتذكير بأهداف التنمية المستدامة 2030 .
وتوقعت وكالة أسوشيتيد برس في تقريرها اليوم تواصل الاجتجاجات والمسيرات الحاشدة التي بدأها نشطاء بيئيونن من أمس الأحد تحت عنوان «نحو إنهاء تدريجي للوقود الأحفوري» مع توقعات بخروج مئات التحركات والاحتجاجات المناظرة في جميع أنحاء العالم في «اسبوع المناخ» للضغط على صناع السياسات قبيل انعقاد مؤتمر المناخ الثامن والعشرين، والذي تستضيفه الإمارات في الفترة ما بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر المقبلين، للنظر إلى الحاجة الملحة لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
سياسيون ينضمون للمسيرات المناخية التي تطالب بايدن بوقف تدريجي للوقود الأحفوري
وطالب المحتجون الرئيس الأمريكي، جو بايدن بتبني استراتيجية وطنية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ونقلت «أسوشيتدج برس» عن الناشطة إيما بوريتا 17 عامًا مالعضوة في مجموعة «أيام الجمعة من أجل المستقبل المناخية الشبابية قولها :»نحن نمتلك قوة الشعب، القوة التي يحتاجها بايدن للفوز في هذه الانتخابات لذا إذا كان يريد الفوز في الانتخابات ارئاسية عام 2024، عليه الاستجابة لمطالبنا وألا تلطخ يديك بدماء جيلنا، أوقف الوقود الأحفوري«.
جانب من مسيرات منهاتن 17 سبتمبر2023 (أسوشيتد برس)
وضمت المسيرة المطالبة بإنهاء الوقود الأحفوري سياسيين مثل النائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز والممثلين سوزان ساراندون، وإيثان هوك، وإدوارد نورتون، وكيرا سيدجويك، وكيفن بيكون. لكن الحدث الحقيقي في برودواي كان حيث احتشد المتظاهرون في الشارع، مطالبين بمستقبل أفضل ولكن ليس ساخنًا. كان ذلك بمثابة الإطلاق الافتتاحي لأسبوع المناخ في نيويورك، حيث يجتمع قادة العالم في مجالات الأعمال والسياسة والفنون لمحاولة إنقاذ الكوكب، وهو ما أبرزته قمة خاصة جديدة للأمم المتحدة يوم الأربعاء.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» أمس عن الناشط البيئي جان سو، مدير قسم «عدالة الطاقة» بمنظمة «التنوع البيولوجي» الأمريكية المعنية بالحفاظ على النظام الإيكولوجي، أن أسبوع المناخ يعد فرصة للضغط على صُناع القرار في العالم لتبني استراتيجيات للتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري.
واستنكر الناشط البيئي غياب بايدن ونظرائه من زعماء البلدان الكبرى كالصين، والمملكة المتحدة، وروسيا، وفرنسا وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في تطوير صناعة واستخدام الوقود الأحفوري عن مباحثات أسبوع المناخ في نيويورك، داعيا هؤلاء الزعماء إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه تدمير الكوكب.
وتعد احتجاجات نيويورك جزءًا من جهد دولي استمر لمدة أسبوع من قبل نشطاء بيئيون تقودهم منظمات مناخية بينها «مجموعة المناخ»، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دفع الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ ووقف ظاهرة الاحتباس الحراري، مع التخطيط لأكثر من 500 احتجاج في الولايات المتحدة وألمانيا وإنجلترا وكوريا الجنوبية والهند. وأماكن أخرى، بإجمالي 54 دولة.
وتهدف هذه التحركات إلى المطالبة ب«العدالة المناخية» واتخاذ تدابير فورية من أجل الشعوب، لا سيما في بلدان الجنوب الأكثر فقرًا، المتضررة أصلًا بالاحترار المناخي لكوكب الأرض الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة من الأنشطة البشرية؛ أتي هذه المظاهرات قبل شهرين من انعقاد قمة الأمم المتحدة COP28 للمناخ هذا العام، حيث تخطط أكثر من 80 دولة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي للتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز.
و«التخلص التدريجي» هو مصطلح رفض زعماء العالم دعمه في مفاوضات المناخ واجتماعات القوى الاقتصادية الكبرى، وكان آخرها كوب 27 الذي استضافته مصر في نوفمبر المااضي واختاروا بدلًا من ذلك عبارات مخففة مثل «التخفيض التدريجي» للفحم، ما يسمح باستخدام الأحفوري إذا تم احتجاز انبعاثاته بطريقة أو بأخرى.
وفقًا لحسابات الناشطين في مجال البيئة، فإن ما يقرب من ثلث عمليات التنقيب عن النفط والغاز المخطط لها في العالم من الآن وحتى عام 2050 تتم بمصالح الولايات المتحدة. على مدى الأعوام المائة الماضية، أطلقت الولايات المتحدة كميات من ثاني أكسيد الكربون الحابس للحرارة إلى الغلاف الجوي أكبر من أي دولة أخرى، على الرغم من أن الصين تطلق الآن المزيد من التلوث الكربوني على أساس سنوي.