نيجيريا تدرس الانضمام لمجموعة العشرين.. ما هي مقوماتها الاقتصادية ؟

أعلن المتحدث باسم الرئيس النيجيري، أجوري نجيلالي اليوم الأحد، إن بلاده تدرس التقدم بطلب للانضمام إلى مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، وذلك عقب الانتهاء من المحادثات المتعلقة بمخاطر هذه الخطوة وفوائدها.
وأضاف «نجيلالي» أن الرئيس بولا تينوبو سيغادر العاصمة ابوجا متوجها إلى الهند غدا الاثنين لحضور قمة المجموعة بدعوة من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
الاقتصاد النيجيري.. فرص وتحديات
أصبحت نيجيريا- أول منتج أفريقي للنفط- لتزيح جنوب أفريقيا عن هذا المركز، بعد أن بلغ إجمالي الناتج المحلي 510 مليارات دولار عام 2013 ورغم ذلك فإنها تستورد كل أنواع المشتقات النفطية، في الوقت الراهن جراء سرقة النفط وعدم قدرتها على التكرير، والإهمال الذي طال المصافي القائمة.
فرص هائلة وتحديات كبرى
ويحظى الاقتصاد النيجيري بالعديد من الفرص نظرا لتويع مصادره؛ فبينما يلعب انتاج النفط دورًا مهمًّا في اقتصاد نيجيريا منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ويوفّر 95% من إجماليّ عائدات النقد الأجنبيّ بها يسهم قطاع الصناعة بمتوسط سنويّ يصل إلى 9% من الناتج المحلي الإجمالي تسهم فيها صناعة الإسمنت، والمنسوجات، ومعالجة الأغذية، إضافة لصناعة التخمير .
ويعمل نحو 70% من إجماليّ القوى العاملة في نيجيريا بقطاع الزراعة الذي يعتمد عليه نحو خمس إلى نصف السكان على غذائهم من المنتجات الزراعيّة التي يزرعونها في أراضيهم، وبينها مزروعات استراتيجية كالأرز والقمح والذرة.
ورغم الفرص التي يحظى بها الاقتصاد النيجيري، إلا إنه يواجه تحديات كبرى. ففي نوفمبر من العام الماضي، نشر المكتب الوطني للإحصاء في نيجيريا تقريرًا يُشير فيه إلى أن معدل الفقر في نيجيريا يطال 63% من السكان، أي حوالي (133) مليون نسمة يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، أغلبهم من الأطفال، وذلك إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم بنسبة 24،13%، مما أدى إلى ارتفاع العنف والجريمة-لاسيما- في جنوب البلاد؛ ففي حين ينعم جزء صغير من سكان نيجيريا بثراء فاحش، فإن الغالبية العظمى من أبناء الشعب البالغ عددهم 170 مليون نسمة يعيشون بأقل من دولارين في اليوم في بلد يعاني من نقص شديد في البنى التحتية مع عدم وصول مياه الشرب إلى الجميع والانقطاع اليومي للتيار الكهربائي وحيث يستشرى بقوة الفساد المستوطن.
تينوبو يقر خطة إنقاذ اقتصادي فور تنصيبه رئيسا
ورفع الرئيس النيجيرى «تينوبو» الدعم عن الوقود فور تسلمه السلطة في يونيو الماضي ضمن خطة إنقاذ اقتصادي، ومنذ تولى تينوبو منصبه تتجه الحكومة النيجيرية لاتخاذ اجراءات طارئة لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وقد صوت البرلمان النيجري، في جلسة طارئة له في يونيو الماضي على مشروع قانون يستهدف رفع نسبة إقراض البنك المركزي النيجري للحكومة الفيدرالية بالبلاد، من 5% ل15% .حللين النيجيريين بالضرورية، فيما اعتبرها البعض الآخر عبئًا مضافًا على الفقراء الذين يعانون آثار سياسات التقشف.
ويعانى النيجيريون من ارتفاع قياسى في أسعار السلع الأساسية عقب تراجع قياسى في إنتاج النفط في بلادهم، جراء اضطرابات في سلاسل التوريد سببتها جائحة «كوفيد- 19»، وأججتها الحرب الروسية- الأوكرانية، وقد أدى رفع «تينوبو» الدعم عن الوقود كليًا إلى مزيد من ارتفاع الأسعار وذلك في تكافح فيه حكومة تينوبو لمواجهة الأزمة الاقتصادية بعدما أعلنت عجزها عن تسديد متأخرات تصل إلى 50 مليار دولار من إجمالى ديونها البالغة 102 مليار دولار.
مجموعة العشرين الأقتصادية
وحال أعادت نيجيريا سيطرتها على قطاع النفط واستجابت لعاملي الشفافية والافصاح بما يتماشي والمعايير الدولية قد تتاح لها فرصة الانضمام إلى مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.
وتكتل العشرين الكبرى أو G20 هي منتدى حكومي دولي لأهم الاقتصادات المتقدمة والنامية في العالم، ويضم التكتل دولة أفريقية واحدة هي جنوب إفريقيا.وقد تأسست مجموعة العشرين في عام 1999 بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي.
ويمثل الدول الأعضاء في التكتل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية، وما يقرب من ثلثي سكان العالم،إذ يضم 19 دولة والاتحاد الأوروبي.
والدول المكونة للمنتدى هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وإسبانيا تعتبر ضيفا دائما، ويتم تمثيل الاتحاد الأوروبي بواسطة المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.