قصة ريكسهام يونايتد.. عندما نثرَ ريان رونالدز وروب ماكيلهيني سحرهما على المدينة

22 أبريل، كانت الغيوم الرمادية تجتاح مدينة «ريكسهام» عشية أكبر مباراة في تاريخ نادي المدينة، الجبال القريبة تساهم في الشعور بقرب هطول المطر الذي بدوره لا يسقط أبدًا، داخل حانة turf يجلس «وارمان» ونجله في زيارة سياحية للمدينة المجهولة الواقعة على الحدود الويلزية.
اختار «وارمان» مدينة ريكسهام لتكن رحلته السياحية بعد أن شاهد الفيلم الوثائقي الذي أعد خصيصا عن المدينة تحت عنوان «Welcome to Wrexham» ليبدأ أولى خطواته من داخل الحانة التي تبعد خطوات عن المدخل الرئيسي لملعب نادي ريكسهام يونايتد، تبدو الحانة مشابهة لتلك الحانات التي تظهر في أفلام الغرب الأمريكي «cowboy» شاحنة الطعام في موقف السيارات، الجدار المطلي بالطوب الأحمر مع توقيعات المشجعين، وقمصان كرة القدم المؤطرة وغيرها من تذكارات كرة القدم المعلقة على الجدران.
[image:5:center]
في ذلك اليوم، كان تستعد المدينة لإقامة الاحتفالات في حال فوز فريق المدينة بالمباراة المنتظرة على غريمه بوريهام وود، وكانت المفاجاة، نجح ريكسهام يونايتد في الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفا واحد في الجولة ال 45 من دوري الدرجة الخامسة وقبل جولة واحدة من نهاية البطولة، ليضمن النادي الصعود إلى دوري الدرجة الرابعة بعد غياب دام قرابة ال 15 عاما.
ريكسهام يونايتد هو ثالث أقدم نادي كرة قدم محترف في العالم، تأسس عام 1864، ويضم أقدم ملعب رياضي دولي في العالم، لأسباب عديدة غاب النادي عن الأضواء وبقي في المنطقة الرمادية، لا يتابعه سوى سكان المدينة، ولم يحدث تغييرا حقيقي سوى بعد أن أعلن ريان رونالدز وروب ماكيلهيني، نجمي هولييود عن استحواذهم على النادي، لينجحا في إعادة ريكسهام يونايتد تحت الأضواء من جديد.
دخول على الطريقة الهوليودية
نثر «ريان رونالدز وروب ماكيلهيني» غبار سحري على المدينة المنسية جلب بدوره الإثارة وأعاد الحياة مرة أخرى إلى ريكسهام.
«هذا هو ثالث أقدم ناد على هذا الكوكب ولا نرى لماذا لا يمكن أن يكون له جاذبية عالمية. نريد أن تكون ريكسهام قوة عالمية».. الممثل الهوليودي ريان رونالدز.
عند الانتهاء من عملية الاستحواذ في فبراير 2021، قال رينولدز وماكلهيني: «إنه يوم خاص بالنسبة لنا نحن الاثنين لنصبح أحدث الملاك في تاريخ ريكسهام العريق والحافل، جنبا إلى جنب مع اللاعبين والموظفين والمشجعين والمجتمع المحلي، يمكننا الآن متابعة هدفنا المتمثل في تنمية الفريق وإعادته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز».
منذ استحواذ «رونالدز وماكيلهيني» ارتفع سهم ريكسهام بشكل كبير، ارتفعت مبيعات التذاكر بشكل قياسي، بالإضافة إلى صفقة رعاية من قبل منصة التواصل الاجتماعي العالمية TikTok، فضلا عن إدراج مفاجئ في لعبة فيديو FIFA ليكون بذلك أول ناد على الإطلاق من الدرجة الخامسة يظهر في السلسلة.
نهاية فصل وبداية قصة
22 أبريل، اليوم الموعود للمدينة، جاء الحضور من كل صوب وحدب، رجال ونساء وأطفال، المدينة فارغة للوهلة الاولى تظن أنها مدينة أشباح، الكل ترك المنازل والاعمال وذهب لمشاهدة المباراة الحاسمة، حالة من الصمت التام أصابت الجميع بعد تلقي الهدف الأول في الدقائق الخمس الأولى، لكن بدأ الفريق في جمع شتاته من جديد، واستطاع اللاعبون تسجيل الهدف الاول ثم الهدف الثاني، وصلنا للدقيقة التسعين، المباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة، يمنح الحكم 5 دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع، يقف المشجعون على أقدامهم، يرددون الأهازيج الخاصة بهم، يستعدون للقفز عشرات الاميال في قفزة واحدة، يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، يبدأ الآلاف يتدفقون على أرض الملعب، على الرغم من تحذيرهم من عدم القيام بذلك قبل انطلاق المباراة، يحمل المشجعون اللاعبون فوق الأكتاف.
إن نثرت حبات الملح فوق الملعب فهي لن تصل للأرض أبدًا، الجمهور الغفير ملء الملعب على آخره، في لحظة من الفوضى السعيدة، تم إطلاق سنوات من الإحباط وخيبة الأمل واستبدالها بالنشوة المستمدة من عودة الحياة لمدينة نسيت معنى الانتصار والفوز.
إحداث الفارق
على مدار عقود كانت مدينة ريكسهام منسية، موقعها البعيد نسبيا عن المدن صاحبة الحضور محليا وعالميا جعلها غير مرئية للسياح المحليين، لا أحد يهتم بها، لا أحد يعرف اسمها، سكان المدينة كانوا يفضلون القول أنهم يسكنون في شمال شرق ويلز، كان هناك شعور بأن التركيز كان دائما على الجنوب، كل شيء تقريبا هناك، لكن الآن، هناك ريكسهام يونايتد.
يعود الفضل إلى النادي، فهو مثل قبلة الحياة للمدينة، وأعادها من جديد على الخريطة، كما لو كانت المدينة تنتظر نجمي هوليوود ليعاد بعثها من جديد، خلال 158 عاما من وجوده، لم يشهد النادي شيئا مثل العامين الماضيين، تم بيع 24000 قمصان الفريق، ارتفعت المبيعات بنسبة 80٪ من البضائع المباعة، لقد سحر مالكو ريكسهام يونايتد المدينة وسكانها، وأعادوا شغفهم بالمدينة من جديد، وأعادوا تقديم المدينة إلى العالم من نظرة مختلفة.