تصدر اسم السودان محركات البحث في الساعات القليلة الماضية، ذلك بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مستخدمين الطيران العسكري والدبابات والمدرعات، في كلا من العاصمة الخرطوم، ومطار وقاعدة مدينة مروي الجوية (شمال). ومع الاشتباك العسكري العنيفة بين الطرفين، وصلت البلاد إلى نقطة غير مسبوقة من التوتر الأمني، الأمر الذي يكشف عن عمق الأزمة السودانية المستمرة منذ سنوات طويلة... فكيف بدأت الأزمة؟ بدأت الأزمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تُمثل مجموعة شبه عسكرية تعمل في السودان بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي خاص بها، منذ أن أعلن الجيش السوداني عن رغبته في دمج قوات الدعم السريع للقوات العسكرية، وهو الأمر الذي رفضته قوات الدعم السريع بشكل واضح. وتفاقمت الأزمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حتى تم عقد 5 ورش عمل تُعرف بإسم ورش ومؤتمرات المرحلة النهائية للعملية السياسية، تم الاتفاق عليها ضمن متطلبات الاتفاق الإطاري السياسي الموقع بين المدنيين والعسكريين. وشارك في الورشة ممثلو القوات النظامية والقوى السياسية وحركات الكفاح المسلح، ومتقاعدو القوات النظامية وطيف من المختصين الوطنيين. واختتمت ورشة «الإصلاح الأمني والعسكري» في السودان كآخر ورشة ضمن ورش ومؤتمرات المرحلة النهائية للعملية السياسية، دون توصيات نهائية واضحة. تأزم الخلاف استمرت المشادات بين القوتين حتى يوم الخميس 13 إبريل الجاري، عندما أصدرت الجهات العامة للقوات المسلحة السودانية بيانًا تعلن فيه رغبتها في إخضاع ضباط الدعم السريع للشروط المنصوص عليها في الكلية الحربية، بالإضافة لوقف التعاقدات الخارجية والتجنيد والابتعاد عن العمل السياسي. واتهم المكتب الرسمي للجيش السوداني الدعم السريع في هذا البيان واصفًا آياه ب«الغدر والخيانة». فقال البيان: «في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى». ونص البيان على: «تجدد القوات المسلحة تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقا لما تم في الاتفاق الاطاري، وتحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية، والتي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج والأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار». رد قوات الدعم السريع ردًا على بيان القوات المسلحة يوم الخميس 13 إبريل، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا تضمن على رغبتهم في إعادة هيكلة القوات المسلحة قبل الدمج، وتجريم الانقلابات العسكرية وفرض الرقابة المدنية على المؤسسة العسكرية عبر البرلمان، كما اشترطوا على مراجعة وتطوير العقيدة العسكرية وتنقية القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من عناصر النظام السابق وأصحاب الأيدولوجيات. واصدرت قوات الدعم السريع بيانًا تضمن على: «قوات الدعم السريع، تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة، والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت». موضحًة أن «وجود قوات الدعم السريع، في الولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجه التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء». أخر التطورات أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا صحفيًا اليوم حول الأحداث التي حدثت، ونعت الجيش السوداني ما يحدث ب «حلقات التامر والعدوان»، وأكد الجيش في بيانه بأنهم يخوضون منذ الصباح معركة الحق والكرامة يبذلون دماءهم الغالية رخيصة في سبيل الكرامة الوطنية. وأكد الجيش السوداني على أن الجيش يدفع بقواته من قواعده المنتشرة في جميع انحاء العاصمة في محاولات للسيطرة على المواقع الاستراتيجية.