رسالة الأمام.. محطات في حياة الشافعي (بروفايل)

تصدر مسلسل «رسالة الإمام» لليوم الرابع على التوالي محركات بحث جوجل، بعد أن استطاع خلق قاعدة جماهيرية كبيرة له، ويعتبر مسلسل الإمام الشافعي أو رسالة الإمام هو أحد الأعمال الفنية المطروحة خلال شهر رمضان، من بطولة الفنان القدير «خالد النبوي».
وتألُق النبوي في دور الأمام الشافعي ليس الأول من نوعه في تصنيف الأعمال التاريخية، إذ أنه تألق آيضًا في مسلسل «ممالك النار» الذي جسد فيه شخصية «طومان باي» آخر سلاطين الممالك الشركسية، وفيلم «المصير» وهو الفيلم الذي دارت أحداثه في دولة الأندلس خلال فترة حكم الخليفة أبوجعفر المنصور، وشارك الفنان خالد النبوي خلال أحداث الفيلم مجسدًا شخصية ولي العهد«، وفيلم»المهاجر«.
وعلى الرغم من تعدد أعماله الفنية إلا أن مسلسل «رسالة الأمام» نال على أعجاب فئة كبيرة، لما فيه من ابداع في الإخراج، ولغة عربية متقنة، وقوة في الحبكة التمثيلية، وتنوع في الأشخاص التُراثية العظيمة، ولكن الشخصية التي نالت على اعجاب الجميع هي «الإمام الشافعي».
فمن هو؟
هو أبوعبدالله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ، ويصنف الشافعي من أهم الشخصيات الدينية والفكرية في التاريخ الإسلامي، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة.
عمل في مجال الفقه، وقام بتأسيس مذهبه الشهير الذي يحمل اسمه، تميز هذا المذهب بأسلوبه العلمي الدقيق، وبناءه على الأدلة الشرعية، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضًا إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضيًا فعُرف بالعدل والذكاء.
ولد الشافعي بغزة عام 150 ه، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتين، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له الإفتاء وهو دون عشرين سنة، ورحل في آخر ليلة من رجب سنة 204 ه- الموافق 20 يناير عام 820م بمدينة الفسطاط بمصر.
هجرته بين البلاد العربية
هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، وشد الرحّال بعدها لليمن وعمل فيها، ثم إلى بغداد سنة 184 ه، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي).
ليعود مرًة آخرى لمكة واقام فيها ما يقارب التسع سنوات، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، سنة 195 ه، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 وكانت آخر البلاد التي سافر إليها، إذ توفي فيها سنة 204 ه.
ولم تقتصر حياة الشافعي على العلوم الدينية فقط، فعُرف بأنه قاضٍ عادل، وشاعرًا فصيح، وراميًا ماهر، فيعد الشافعي من أكثر العلماء الذين تم مدحهم، فقال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعى كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»
مذهبه في مصر
عند استقرار الإمام في الديار المصرية وجد أهلها متشتتون بين مذهبين، بعضهم على مذهب أستاذه مالك والبعض الآخر على مذهب أبى حنيفة، فعلت همته وارتقى طموحه إلى أن ينشغل المصريون بمذهب مختلف يجمع حسنات المذهبين ولا يزال الكثير في مصر حتى يومنا هذا يتبعون مذهب الشافعى، الأمر الذي دفعه لإعادة تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، وأخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي.
وتوفى الإمام الشافعى بالقاهرة عام 820م، ودفن في ضريحه وكان كثيرا ما يمرض على أنه رغم ضعف جسده تميز بقوة الإيمان والتبحر في العلم وعرف بالصلاح الشديد فلقبه الصوفية بالوتد.