مسابقة «تراثى» تكشف كنوز التراث المعمارى والعمرانى بالقاهرة

تزخر دول العالم الإسلامى بالتراث العمرانى المتنوع والصامد في وجه الزمان، فهو الشاهد على حضارة عريقة تأصلت جذورها وامتد أثرها عبر قرون من الأزمنة، ولتشجيع المصورين الفوتوغرافيين من كل أنحاء العالم على رصد وتوثيق تلك المبانى جاءت مسابقة «تراثى» للتصوير في مصر ودول العالم الإسلامى، التي أطلقها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبوسعدة، ويقام حفل توزيع جوائز دورتها السادسة الجمعة المقبل في مسرح الهناجر.
تأتى مسابقة «تراثى 2022» بشكل مختلف في تلك الدورة، فلم تقتصر على التراث العمرانى والمعمارى لمدينة القاهرة فقط، بل امتدت لتشمل مدن العالم الإسلامى أعضاء منظمة الايسيسكو في ضوء الاحتفال بالقاهرة عاصمة للثقافة في دول العالم الإسلامى. ودعا جهاز التنسيق الحضارى المصورين في مصر ودول أعضاء «إيسيسكو» لتوثيق ذخائر التراث المعمارى الذي تمتلكه تلك الدول.
وتبرز الأعمال المشاركة في مسابقة «تراثى» البعد الحضارى والإرث المعمارى الذي يتمثل في المنشآت والمناطق التراثية ذات الطرز المعمارية المتميزة التي تعكس سمات حقبة زمنية معينة، وكذلك العمارة التلقائية التي تعبر عن بيئة محلية أو تتسم بالندرة والتفرد، والمبانى والمنشآت المرتبطة بالتاريخ القومى أو بالأحداث والشخصيات التاريخية، وكذلك المناطق العمرانية ذات القيمة المتميزة، وما تحتويه تلك المبانى أو المنشآت من تفاصيل فنية دقيقة، وفقا لرؤية المتسابقين.
تأتى المسابقة في قسمين: الأول التراث المعمارى والعمرانى لمدينة القاهرة، وأتاحت للمصورين والمهتمين من مصر رصد وتوثيق المبانى والمناطق التراثية في القاهرة.. أما القسم الثانى فركز على التراث المعمارى والعمرانى لمدن العالم الإسلامى، حيث يمكن للمصورين المنتمين إلى باقى دول العالم الإسلامى أعضاء منظمة الإيسيسكو رصد وتوثيق المبانى والمناطق التراثية في مختلف مدنها.
وتتعدد قيمة جوائز القسمين الأول والثانى من مسابقة التراث المعمارى والعمرانى لمدينة القاهرة ومدن دول أعضاء «إيسيسكو»، من 1500 دولار للجائزة الأولى، في حين تبلغ الجائزة الثانية 1000 دولار أمريكى، والجائزة الثالثة 750 دولارا، بالإضافة إلى جائزة تشجيعية قيمة كل منها 500 دولار، وتُمنح المسابقة شهادات تقدير لعدد من المتسابقين تختارهم لجنة التحكيم، من كلا القسمين لمشاركاتهم المتميزة، كما تمنح شهادات مشاركة لكل المشاركين في المعرض المصاحب لإعلان نتيجة المسابقة.
ويقول المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، إن المسابقة تنظم بالتعاون بين وزارة الثقافة ومنظمة العالم الإسلامى للتربية والثقافة والعلوم «الإيسيسكو»، وجهاز التنسيق الحضارى الممثل لوزارة الثقافة.. وأقيمت بالتزامن مع الاحتفال بالقاهرة عاصمة للثقافة في دول العالم الإسلامى في 2022.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع «إيسيسكو» على التوسع في المسابقة لتشمل دول العالم الإسلامى، بهدف تسليط الضوء على التراث المعمارى والعمرانى في تلك الدول، موضحا ل«أيقونة» أن المسابقة تقدم لها 339 متسابقا في القسم الخاص بالقاهرة من 20 محافظة على مستوى الجمهورية، وتمت تصفيتهم في التصفية الأولى ل97 متسابقا من 12 محافظة، فيما بلغ عدد المتقدمين في قسم التراث المعمارى الإسلامى بأكثر من 800 عمل حوالى 105 متسابقين، ووصلوا إلى 68 متسابقا في التصفية الأولى ويمثلون 21 دولة من دول العالم الإسلامى.
وأكد أن يوم الجمعة سيقام معرض لنتائج أعمال المسابقة بقسميها المصرى والإسلامى، وتسليم جوائز القسم المصرى فقط، أما جوائز قسم دول العالم الإسلامى، فستكون في العاصمة المغربية الرباط، بالتنسيق بين جهاز التنسيق الحضارى والمنظمة، وسيقام في مقر المنظمة، وسيعاد المعرض مرة أخرى مع تسليم جوائز القسم الثانى، مشيرا إلى أن المسابقة تسلط الضوء على التراث المشترك بين دول العالم الإسلامى.
وأوضح أن هذه الدورة السادسة للمسابقة، حيث تعقد سنويا.. ولأول مرة تقام على مستوى دول العالم الإسلامى بمناسبة الاحتفال بالقاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، مضيفا أن المسابقة تجربة متفردة، حيث سيظهر المعرض تراثًا لدول لم تتح الفرصة للكثيرين زيارتها من قبل للتعرف على تاريخها وحضارتها. واختتم: «نأمل في التوسع في المستقبل وإيجاد آليات للحفاظ على التراث المشترك في دول العالم الإسلامى، وعقد ندوات بشأن الحفاظ والاستثمار في مجال التراث، وسنستمر في توثيق التراث المصرى وسائر الدول الإسلامية».