بعد تخفيف المناهج.. أولياء الأمور يطالبون بإلغاء الامتحانات الشهرية

بداية ساخنة للفصل الدراسى الثانى الذي بدأ بجميع المراحل التعليمية منذ أسبوعين، والذى شهد حالة من الغضب على أولياء الأمور بكافة المراحل التعليمية بسبب تعديل الخريطة الزمنية للفصل الدراسى الثانى وتبكير موعد الامتحانات وقصر المدة الزمنية للتيرم وعدم ملاءمتها لحجم المقررات الدراسية.
ورغم استجابة وزارة التربية والتعليم لمطالب أولياء الأمور بإعادة النظر في توزيع مناهج ومقررات الفصل الدراسى الثانى وتخصيص بعض الدروس والتدريبات للاطلاع فقط، إلا أن حالة الغضب لم تنتهِ عندهم.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أن مستشارى المواد الدراسية والإدارة المركزية للمناهج حددوا أجزاء من مناهج الصفوف الدراسية بداية من الصف الثانى الابتدائى حتى الصف الثانى الثانوى للاطلاع فقط والتعلم الذاتى بما لا يخل بالمفاهيم الكبرى ونواتج التعلم.
وأوضحت أن الأجزاء التي تم تحديدها للاطلاع فقط والتعلم الذاتى لن تكون ضمن امتحانات نهاية العام الدراسى، مشيرا إلى أن موجهى عموم المواد بالمديريات التعليمية سيقومون بدورهم بإبلاغ المدارس بمختلف الإدارات التعليمية من خلال مكاتبات رسمية.
وطالبت الوزارة، الطلاب وأولياء الأمور، بالالتزام بما يرد للمدارس من مكاتبات رسمية فقط حول الأجزاء المحددة للاطلاع فقط، وعدم الانسياق خلف المنشورات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
ومن المقرر عقد امتحانات الشهر الأول للفصل الدراسى الثانى خلال الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل، وفقا لقرارات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لنظام تقييم الطلاب ومنحهم درجات أعمال السنة للعام الدراسى الحالى 2022-2023.. إلا إن امتحانات الشهر الأول دفعت أولياء الأمور للتعبير عن غضبهم خلال منشورات عبر مجموعات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعى، طالبوا فيها بضرورة إلغاء امتحانات الشهر أو تغيير نظامها على الأقل، وذلك محاولة لمواكبة المدة الزمنية للفصل الدراسى الثانى ولا يتم تكديس المعلومات للطلاب.
وفى هذا الإطار، يرصد «المصرى اليوم» خلال السطور التالية هذه الحالة ومطالبات أولياء الأمور بشأن الاختبارات الشهرية بالفصل الدراسى الثانى كالتالى:
قالت أمنية سيد، والدة طالب بالصف الخامس الابتدائى بإحدى المدارس الحكومية، إن اختبارات الشهر تمثل عبئا على الطلاب، حيث يتم عقدها خلال أسبوع كامل، مما يتسبب في تضييع وقت من المدة الزمنية المتاحة لشرح منهج التيرم الثانى، بخلاف أنه بسبب كثافة المناهج بالفصل الدراسى الأول كان أولى خلال أسبوع امتحانات الشهر أن يبدأ المعلمون في شرح منهج الشهر الجديد لملاحقة التيرم والامتحانات، بدلا من أن يتسبب في ضغط نفسى للطلاب بكافة المراحل التعليمية.
كما أوضحت «أمنية» أنها لا تريد إلغاء اختبارات الشهر، ولكن من الممكن تغيير طريقة تطبيقها، فبدلا من تخصيص أسبوع كامل لعقدها وتحديد الأجزاء التي يتضمنها الامتحان من قبل الوزارة، يعقد مدرس كل فصل تطبيقا خاصا بالمادة داخل كشكول الطالب، وهو المسؤول عن تحديد الدروس التي يشملها التطبيق ويكون في وقت الحصة، وبهذا لا يتم هدر أسبوع كامل في الاختبارات الشهرية أو تكديس المعلومات والشرح على الطلاب كما حدث بالفصل الدراسى الأول.
وأضافت «أمنية» أنها تريد استجابة الوزارة لهذا الطلب كما استجابت لمطالب تخفيف المناهج الدراسية لطمأنة الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على قدوم شهر رمضان وقصر المدة الزمنية للفصل الدراسى الثانى.
ومن جانبها، أوضح محمود رشوان، مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الحكومية، أن الوزارة دائما تؤكد أنها تريد مصلحة الطلاب، ولكن هذا ليس له أساس من الصحة، فجميع القرارات تزيد الضغط النفسى والعصبى لدى الطلاب، مؤكدا أن الوزارة تهدف بقراراتها ووضع الأنظمة التعليمية الجديدة إلى التطوير ولكن لن يحدث أي تطوير بهذه الطريقة.
وأشار «رشوان» إلى أن المناهج الجديدة جميعها مفيدة للطلاب، وتقدم لهم معلومات مختلفة، وتساعد في نمو عقولهم وزيادة نسبة الذكاء لديهم.. ولكن تحتاج طريقة معينة لتطبيقها حتى تنجح ونرى النتيجة على الطلاب، مسترسلا: «إحنا عايزين نبقى زى الدول بالخارج ولكن بطريقة غلط»، مضيفا أن نظام الدراسة بالخارج يختلف عن نظامنا الدراسى، قائلا: «برّه بيدرسوا طول السنة».
وأصدر الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، كتابًا دوريًا بشأن تنظيم عقد اختبارات شهرى مارس وأبريل خلال الفصل الدراسى الثانى للعام الدراسى الجارى، ونصَّ الكتاب الدورى على أن يتم عقد اختبارات شهرى مارس وأبريل في جزء من حصة المادة وعلى مستوى المدرسة، على أن تكون اختبارات قصيرة تحقق الهدف التربوى منها، مع التزام المدرسة بالقرار الوزارى المنظم لمجموعات الدعم المدرسية، مع إمكانية النزول بالحد الأدنى لقيمة مقابل الاشتراك طبقًا لرؤية مدير المديرية ومديرى الإدارات التعليمية ورئيس مجلس الأمناء.
وفى إطار متصل تم إجراء استطلاع رأى لأولياء الأمور عن أفضل الطرق التي تساعد الطلاب على المذاكرة واستيعاب معلومات المناهج الجديدة، وكانت النتيجة هي الاعتماد على الدروس الخصوصية، في حين أن من ضمن أهداف تطوير المنظومة التعليمية مكافحة الدروس الخصوصية، حيث قالت رانيا عبدالعزيز والدة طالبين بالصف الرابع والخامس الابتدائى بإحدى المدارس الحكومية، إن معلومات المناهج التعليمية الجديدة تفوق استيعاب أولياء الأمور أصحاب التعليم المتوسط خاصةً مناهج الرياضيات واللغة الإنجليزية، لافتة: «إحنا معظم الدروس والأفكار مش بنقدر نفهمها عشان نفهّم الطالب».
ومع تكثيف المناهج وزيادة المعلومات فإن ولى الأمر يتعرض للضغط مع الطالب، لذلك نلجأ للدروس الخصوصية لتسهيل المعلومات وتبسيطها للطالب، موضحة أننا غالبًا نلجأ لمدرس المدرسة حتى يستطيع الطالب متابعة شرح الدرس مع شرح الفصل. وأشارت «رانيا» إلى أن أسعار الدروس الخصوصية مرتفعة، ويبلغ سعر الحصة 90 جنيها في حالة إذا كان الطالب يأخذ الحصة بمفرده أو وسط مجموعة من الطلاب، مسترسلة: «مفيش حل تانى، لازم ناخد الدرس عشان الطالب يفهم وينجح».