«أجدادنا الفراعنة».. حكاية أول تقويم عصرى ب«نكهة المصريين القدماء» فى 2023 ب«موزاييك الإسكندرية»

يبدو أن الذاكرة المعاصرة تستهوى إعادة إحياء أسماء وصور أجدادنا من المصريين القدماء، وابتكر القائمون على متحف الموزاييك فى الإسكندرية حيلة لإعادة أجدادنا القدماء إلى الذاكرة من جديد، خاصة لتوعية الشباب والنشء بأجدادهم من خلال عمل تقويم عام 2023 لأول مرة.
بحيث يتم وضع صور الفراعنة والمتاحف الأثرية على كل شهر من شهور السنة ال12، فيما يعرف بتقويم ب«نكهة الفراعنة».
«المصرى اليوم» رصدت حيلة المتحف للتذكير بالمصريين القدماء من خلال «نتيجة» عام 2023، على الصفحة الرسمية لمتحف الموزاييك على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، متضمنة صورا للفراعنة والمتاحف الموجودة فى ال24 متحفاً.
وجاء عرض شهر يناير ليحمل صورة المتحف المصرى ومتحف المركبات الملكية، فيما جاء شهر فبراير حاملا صور متحف الفن الإسلامى والمتحف القبطى، كما حمل شهر مارس صور متحف شرم الشيخ والغردقة.
بينما اختص شهر إبريل بصور متحفى الأقصر للفن المصرى القديم ومتحف التحنيط، فيما جاء شهر مايو حاملاً صور متحف مطار القاهرة الدولى صالة 2 ومتحف مطار القاهرة الدولى مبنى 3.
كما جاء شهر يونيو ليحمل صور متحف جاير أندرسون ومتحف قصر النيل، كما حمل شهر يوليو صور متحف الإسكندرية القومى ومتحف المجوهرات الملكية، وحمل شهر أغسطس صور متحف مطروح ومتحف كهف روميل.
بينما جاء شهر سبتمبر حاملاً صور متحف كفر الشيخ ومتحف طنطا، وجاء تقويم شهر أكتوبر ليحمل صور متحف السويس القومى ومتحف الإسماعيلية، كما جاء شهر نوفمبر حاملا صور متحف ركن فاروق ومتحف تل بسطة، كما جاء تقويم شهر ديسمبر ليعرض صور متحف سوهاج القومى ومتحف ملوى.
وقال الخبير الأثرى أحمد عبدالفتاح، عميد الأثريين فى الإسكندرية، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار السابق، إن ما فعله متحف الموزاييك يعد لفتة طيبة وخطوة قومية لتأصيل حب وعشق الآثار وتحقيق الانتماء إلى تاريخ الأجداد المصريين القدماء فى نفوس ووجدان الشباب والنشء، خاصة بعدما تعرض جيل كامل إلى طمس التاريخ القديم والهوية المصرية وبات يعيش فى «حالة توهان».
وعدم تذكر ما يحدث من تاريخ مصر القديم، سواء الأهرامات وأبو الهول فقط، فى حين يتجاهل التاريخ الحقيقى للمصريين القدماء على مر العصور وما خلفوه من تراث وعبقرية وهندسة غاية فى الروعة والدقة لتحمل حضارة أكثر من 7 آلاف سنة.
وأضاف «عبدالفتاح»، ل«المصرى اليوم»، أنه للأسف الشديد يتعرض الشباب والنشء إلى حالة من «محو الذاكرة» نتيجة التطور التكنولوجى الهائل من ناحية، وانشغال هذا الجيل بمعطيات أخرى أغنته عن دراسة تاريخه وعظمة أجداده وبلاده، مثل الهواتف المحمولة الذكية وغيرها ومستحدثات العصر والقرى الذكية.
وأشار إلى أن التقويم المصرى هو تقويم شمسى وضعه قدماء المصريون لتقسيم السنة إلى 13 شهرا، ويعتمد على دورة الشمس، ويعتبر التقويم المصرى من أوائل التقاويم التى عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام.
لذلك يعتمد عليه المزارع المصرى فى مواسم الزراعة والمحاصيل التى يقوم بزراعتها خلال العام، منذ آلاف السنين وحتى الآن، ليكون بمثابة «نبراس» لحياته اليومية والاعتماد عليه بشكل كلى فى حياته.
يشار إلى أنه تعرّض التقويم المصرى للتغيير فى عام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذى أحدث فيه عدة تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهض المشروع، ولكن تمت إعادة تطبيقه مرة أخرى فى عام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس الذى غيّر تمامًا من التقويم المصرى ليتزامن مع التقويم اليوليانى الجديد (وهو أساس التقويم الجريجورى الذى يسير عليه الغرب إلى اليوم).
وهكذا ظهر إلى الوجود «التقويم القبطى» الذى تعمل به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتى اليوم، والذى يختلف عن التقويم المصرى الأصيل، ويتعامل الفلاح المصرى حتى الآن بالتقويم القبطى.