أشعل فتيل الأزمة بين واشنطن وبكين.. «المنطاد الصيني» يخطف أنظار أجهزة الاستخبارات

في حلقة جديدة من حلقات التوتر بين واشنطن وبكين، علقت وزارة الدفاع الصينية، صباح الأحد، على إسقاط واشنطن، منطادا صينيا حلق أياما فوق الولايات المتحدة؛ في وقت أعلنت فيه كولومبيا عن رصد جسم مماثل في مجالها الجوي.
واعربت وزارة الدفاع الصينية، عن احتجاجها على استهداف المنطاد «المدني»، معتبرة ردة الفعل الأمريكية، تجاهه«مبالغ فيها»، لافتة إلى أن بكين تحتفظ بحقها استخدام الوسائل اللازمة للتعامل مع المواقف المماثلة.
في غضون ذلك نقلت شبكة «سي أن أن»عن مسؤول استخباراتي أمريكي، قوله، إن بقايا منطاد «التجسس» سترسل إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، للمساعدة في تصنيف وتقييم أغراض استخدامه.
وجرى استرداد حطام المنطاد بمشاركة غواصين بالبنتاجون، وفق مسؤول عسكري أميركي فقط سقط الحطام في المياه الضحلة مما "جعل استرداده سهلا ".
ويأتي بيان وزارة الدفاع الصينية،في أعقاب بيان لوزارة الخارجية، أعبرت فيه عن استيائها مما وصفته باستخدام الولايات المتحدة القوة في إسقاط منطاد مدني، معتبرة الأمر انتهاكا خطيرا للأعراف الدولية، مشددة على أن التصرف الأميركي ينذر بتداعيات.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، في بيان أمس، أن طائرة مقاتلة من طراز «إف-22» (F-22) أطلقت صاروخا واحدا على المنطاد وأسقطته «في المجال الجوي فوق ساحل كارولينا الجنوبية، ولم تسجل أي أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف أوستن أن العملية جاءت ردا على «انتهاك غير مقبول لسيادتنا». وتقدّر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن المنطاد مخصص لأغراض «التجسس».
ونقلت رويترز عن مسؤول في البنتاجون أن المنطاد جزء من أسطول صيني يتجسس على 5 قارات.
ودخلت تايوان، على خط الأزمة؛ إذ جاء في بيان لوزارة الخارجية التايوانية، أوردته «سي إن إن»، اليوم، أن: «مثل هذه التصرفات من قبل حكومة الحزب الشيوعي الصيني تتعارض مع القانون الدولي وتنتهك المجال الجوي للدول الأخرى وتنتهك سيادتها».
زعمت وزارة الدفاع التايوانية في سبتمبر 2021 وفبراير 2022، أن المناطيد الصينية، التي يعتقد أنها تستخدم في «مراقبة الأرصاد الجوية» حلقت فوق الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه أمر بإسقاط المنطاد في أقرب وقت ممكن عندما تلقى إحاطة بشأنه الأربعاء الماضي، لكن البنتاغون أراد الانتظار «حتى يكون في المكان الأكثر أمانا للقيام بذلك»، لتجنب أي ضرر ممكن جراء سقوط حطامه.
وتجري عمليات لاسترداد حطام المنطاد بمشاركة غواصين، وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الحطام وقع في المياه الضحلة مما «سيجعل الأمر سهلا للغاية».
وفي وقت إسقاطه، كان المنطاد على ارتفاع 18 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر، ويبعد 11 كيلومترا عن الساحل، وفق مسؤولين في البنتاجون.
وقبيل العملية، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأميركية تعليق الحركة الجوية في 3 مطارات في جنوب شرقي الولايات المتحدة ضمن إجراء يتعلق «بالأمن القومي». واستؤنفت الحركة الجوية بعيد انتهاء العملية.
أعلنت كولومبيا أنها رصدت جسما مماثلا في مجالها الجوي.وقالت القوات الجوية الكولومبية مساء أمس السبت إن أنظمة الدفاع الجوي الوطنية رصدت صباح الثالث من فبراير جسما طائرا على ارتفاع نحو 17 ألف متر داخل المجال الجوي للبلاد في القطاع الشمالي، مما يظهر «خصائص مشابهة للمنطاد»، وتعقبته حتى غادر وفق تعبيرها.
أما في كندا، فأكد رئيس الوزراء جاستن ترودو دعم بلاده قرار الولايات المتحدة بشأن «إسقاط ما سماه منطاد المراقبة» الصيني، وأضاف ترودو -في تغريدة- أن كندا تدعم هذا الإجراء، وستواصل مع قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية حماية أجواء القارة.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند -في بيان- إنها وترودو اطلعا على العملية من جانب مستشار الأمن القومي ورئيس أركان الدفاع.
وقالت إن كندا «عملت بشكل وثيق» مع الولايات المتحدة، وإن قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية راقبت وحللت مسار منطاد المراقبة وما قام به.
وكان المنطاد حلق منذ أيام فوق كندا قبل دخوله المجال الجوي للولايات المتحدة.