جسدها يرتعش، تضع يديها على فمها، تنظر إليها والدتها وترجوها بأن تبوح لها عن سبب احتباس دموعها، حتى نطقت الطفلة صاحبة ال11 عامًا: «يا ماما.. يا ماما عمو اللى ساكن تحت بالعمارة تعدى علىّ». توجهت الأم مفزوعة إلى طبيبة كشفت على الفتاة فتأكدت صحة روايتها، لتصرخ والدة الصغيرة: «حرام عليه، ضيع بنتى دى عندها تأخر عقلى، دى من ذوى الهمم، وعاملة عملية قلب مفتوح». لم تمر سوى دقائق على بلاغ الأم لأجهزة الأمن حتى تحولت منطقة المرج بالقاهرة لثكنة عسكرية، وضبط المتهم «سائق»- الذى أشار إلى والدة الطفلة بيديه يُنكر ما نسب إليه: «مش أنا.. معملتش حاجة»، فى حضور زوجته الحامل فى طفل بالشهر ال6 وأمام طفلتيه، أكبرهما 12 عامًا. وقفت الطفلة أمام الشرطة تحكى تفاصيل ما تعرضت له، وفق والدتها قالت: «كنت نازلة أجيب خضراوات من السوق، لما ماما بعتتنى، لقيت عمو فاتح باب شقته ونادانى: تعالى هنا يا حبيبتى، دخلت عنده شقته فمد إيديه علىّ واتعورت بفمى لما قاومته». شقيقة الطفلة روت أن أختها تأخرت ما يزيد على الساعة: «لما بعتناها تشترى لنا احتياجات المنزل، ولما رجعت لقينا وشها مخضوض وآثار التعدى ظاهرة عليها.. وبعد محايلات وطبطبة عرفنا بالكارثة، وإن الجار اللى تحت مننا هو مرتكب الجريمة، وإنها فضلت تصرخ وتستغيث ولم تستطع الإفلات من بين يديه، والطبيبة أكدت لنا ما قالته لنا أختى». كان والد الصغيرة يستمع إلى ما تحكيه زوجته وابنته الكبرى عما تعرضت له الضحية، وينهار باكيًا: «بنتى آخر العنقود ضاعت»، وترد عليه الزوجة من بين دموعها: «كنّا لسه بنقول دى لازم نشيل لها قرشين للزمان علشان ظروفها، وحتى لما بتروح المدرسة بتعانى بسبب التأخر العقلى، ودلوقتى مصيبتنا زادت عن حدها، والنيابة طلبت عرضها على الطب الشرعى». الأم تناشد النائب العام «محاكمة عاجلة للمتهم وتوقيع أقصى عقوبة عليه»، وتخشى من تعرضها وأفراد أسرتها للخطر على يد عائلة المتهم، وفق حديثها: «تلقينا تهديدات، وعارفين إن الأمن وقف معانا، بيعتبروها ابنتهم ويحققوا فيما يأتى لنا من تهديدات»، قبل أن تضيف: «عاوزين حق البنت المريضة، لم يرحمها المتهم اللى ارتكب جريمته، رغم معاناتها من مضاعفات عملية قلب مفتوح وآثار الجروح ظاهرها على جسدها من عند الصدر والبطن». النيابة العامة خلال تحقيقاتها أثبتت أن الفتاة مصابة بتأخر عقلى، إذ انتدبت خبيرا من المجلس القومى للأمومة والطفولة للوقوف على حالة المجنى عليها، وتقول والدتها: «دى كانت بتقول إنها فى 4 إعدادى!، لكنها بتتكلم عادى مع النّاس، ولما بتحكى الواقعة بتوصفها لكنها بتوه فى مكانها، وسرعان ما تصرخ وتبكى وتحتضننى». أمام النيابة أنكر المتهم ما نسب إليه، فأمرت بعرض الضحية على مصلحة الطب الشرعى لتحديد أسباب الإصابات التى لحقت بها وتاريخ حدوثها ووضع تصور لكيفية إجرائها. «المصرى اليوم» تحدثت إلى الطفلة المجنى عليها، وتتحفظ على ذكر اسمها وما قالته رعايةً لظروفها، وفى الوقت ذاته روى شهود العيان والجيران أن المتهم «سلوكه مش كويس، ولسه ساكن من شهرين بالعقار محل الواقعة».