أكد التقرير السنوى لرابطة شركات الطيران الإفريقية «الأفرا» لعام 2021، على أنه لا سبيل أمام القارة الإفريقية إلا إنشاء «تحالف بين الخطوط الجوية الإفريقية» لتيسير التنقل والاتصال والتجارة والسياحة بين البلدان الإفريقية وغير الإفريقية، ويساعد مواطنى القارة على السفر والتنقل بشكل سلس، وأن مشروع التحالف سيوفر هيكلًا لشبكة من الرموز المشتركة بين الأعضاء، بالإضافة إلى توفيرها أوجه التآزر على جانب التكلفة، مثل المشتريات المشتركة أو التوفير فى المرافق المشتركة، بالإضافة إلى عمليات نقل الركاب، وسينمى الشحن الجوى الذى سيكون مكونًا أساسيًا فى النقل الجوى والتجارة الدولية. وأضاف تقرير «الأفرا» أنه فى حال تدشين هذا التحالف، فإن هناك أشكالا أخرى للتعاون كمشاركة الموارد بين شركات الطيران التى تتعامل معها «الأفرا»، وتشمل هذه المبادرات تنسيق استخدام مراكز التدريب الموجودة والمدربين ذوى الخبرة فى القارة، ومرافق الصيانة المشتركة وتجميع الموارد، ولن تضمن أشكال التعاون هذه بقاء شركات الطيران فحسب. بل ستعزز أيضًا قابلية الصناعة للاستمرار والاستدامة، إذا ركزت شركات النقل فى المنطقة الإفريقية على التعاون التجارى كمجال رئيسى للتنمية، فإن ذلك سيؤدى إلى قدرة العديد من الأشخاص على تحمل تكاليف السفر جواً بسبب انخفاض الأسعار وزيادة الترددات على الطرق الحالية والنمو فى الطرق الجديدة كل هذا سيشير إلى نهاية المسارات غير المريحة التى تتضمن رحلات ربط حتى على مسافات قصيرة داخل المنطقة. تحالفات عالمية ولفت تقرير رابطة شركات الطيران الإفريقية إلى أنه على الصعيد العالمى استفادت صناعة الطيران من التحالفات الاستراتيجية، التى سمحت لعدد من شركات الطيران بمعالجة أوجه القصور، من خلال العمل المشترك، فعلى سبيل المثال يتكون تحالف ستار إيرلاينز العالمى من 27 شركة طيران عضو، تخدم هذه الشركات أكثر من 1330 نقطة فى 193 دولة، بينما يجمع تحالف «سكارى تيم» 19 شركة طيران من خمس قارات، ويخدم حوالى 1000 مطار فى أكثر من 158 دولة، وأن العمل على تدشين تحالف إفريقى على غرار ما سبق هو السبيل، وبخاصة أن كافة مقومات هذا التحالف متوفرة، فرابطة الخطوط الجوية الإفريقية تضم فى عضويتها 45 شركة طيران إفريقية و15 شريكا من خارج وداخل القارة، سواء كان هؤلاء من شركات الطيران التجارية أو الشركات المصنعة للطائرات. فاتورة السفر للأفارقة وأكد التقرير على أن الوضع الحالى لصناعة السفر داخل القارة الإفريقية، يحتاج إلى تصحيح، مشيراً إلى أن تكلفة السفر داخل أوروبا أو الشرق الأوسط أو حتى بين المدن فى أمريكا الشمالية «أقل» مما هى عليه داخل القارة الإفريقية للمسافات المماثلة، فقيمة تكلفة تذاكر الطيران فى إفريقيا تبلغ «ضعف» تكلفة نظيرتها فى أوروبا أو الولاياتالمتحدة للمسافات المماثلة و«ثلاثة أضعاف» نظيرتها فى الهند، وبحساب ما سبق وبناءً على نصيب المواطن الإفريقى من الناتج المحلى الإجمالى، يكون نصيب المواطن الإفريقى من الطبقة المتوسطة 1.1 رحلة طيران فقط سنويًا، بينما يكون لنظرائهم فى القارات الأخرى 5.4 رحلة فى أمريكا اللاتينية، و6 رحلات فى آسيا والمحيط الهادئ، 11 فى الشرق الأوسط، و26.4 فى أوروبا، و33 فى أمريكا الشمالية، لذا يجب على أصحاب المصلحة الانخراط فى معالجة حقيقة أن المواطنين الأفارقة لديهم نصيب أقل من الناتج المحلى الإجمالى، ومع ذلك فهم من يدفعون أعلى قيمة للسفر جواً. لذلك فهم بحاجة ماسة لإيجاد طريقة لتغيير هذا الوضع المحزن، ومساعدة شركات الطيران الإفريقية، التى تواجه هى الأخرى العديد من التحديات، مثل الرسوم المرتفعة والضرائب، وتكاليف التمويل ونسب التأمين العالية لاقتناء الطائرات، أضف إلى ذلك ضعف الاتصال داخل إفريقيا، والقيود المفروضة على الوصول إلى الأسواق، وارتفاع تكلفة وقود الطائرات فى القارة، والذى يمثل أكثر من 35٪ من إجمالى تكاليف تشغيل شركات الطيران، وتتحمل السلطات جزءًا كبيرًا من تكاليف وقود الطائرات بشكل أو بآخر. وقال التقرير: إن صناعة الطيران هى نشاط تجارى يحتاج إلى رأسمال كثيف ويتطلب مدخلات رأسمالية عالية التكلفة، لاقتناء معدات مثل الطائرات والبنية التحتية والتقنية لإصلاحات الصيانة ومرافق الصيانة، فى الوقت ذاته يتم تحصيل الجزء الأكبر من الإيرادات بالعملات المحلية التى تعتبر ضعيفة مقارنة بالعملات الأجنبية، كما يتم دفع غالبية النفقات العامة - كالتأمين وإيجار الطائرات ورسوم المطارات الأجنبية بالعملات الأقوى، ونتيجة لذلك نجد أن قطاع الطيران الإفريقى يعمل فى واحدة من أعلى البيئات تكلفة فى العالم، لذلك تصبح شركات الطيران الإفريقية غير قادرة على تقديم أسعار تنافسية للركاب، وإذا لم يتم التعامل مع هذه التحديات، فإن التكاليف المتصاعدة ستعرقل آفاق تطوير قطاع الطيران فى العديد من البلدان الإفريقية. وأوضحت «الأفرا» أن هناك فرصة لمعالجة عدم ربحية صناعة الطيران الإفريقية على اثنين من الجبهات: خفض التكلفة وزيادة الإيرادات، تتمثل إحدى الطرق المؤكدة لتحقيق هذين الهدفين فى تعزيز التعاون بين شركات الطيران الإفريقية على المستوى التجارى، وسيؤدى التعاون التجارى بين شركات الطيران الإفريقية إلى عوائد أعلى وعوامل حمولة أعلى، وبالتالى تمكين شركات القارة من خفض الأسعار وجذب المزيد من الركاب وزيادة الإيرادات واستعادة حصتها فى الأجواء الإفريقية.
