قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية، خلال الملتقى النوعي الأول الذي تنظمه جريدة «المصري اليوم» تحت عنوان «الجامعات والطلبة الجدد.. مستقبل مشترك»، إنه تقدم بمذكرة إلى رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، موضحا بها أنه لا يمكن أن تبني أو تنهض بالبلاد من خلال التطور الاقتصادي فقط بدون التعليم والأخلاق، منوهًا بضرورة تربية الأخلاق قبل التعليم. وأضاف أن اليابان لديها مادة يتم تدريسها من فصول الروضة إلى الصف الثالث الابتدائي، وهي عبارة عن التربية على احترام وتقدير المعلم والآخرين، وأن أسباب الانفلات الأخلاقي حاليًا هو غياب الضمير وتدهور الصحة النفسية وعدم رضا النفس. وتابع أن التطور التكنولوجي والاتصالات هي من الأسباب الرئيسية للتفكك الأسرى والانفلات الأخلاقي، لافتًا إلى أن التنمية البشرية لا تحدث إلا من خلال توفر الصحة النفسية الجيدة للفرد وتوافر العوامل البيولوجية وهي الأخلاق، الوطنية، والانتماء، قائلًا «اللى عنده العوامل البيولوجية كاملة ربنا إداله 20% من الذكاء وهي نسبة الأقل من المتوسط ومتوسط الذكاء 60% وذلك يعود إلى سلامة الصحة النفسية أكثر». وأشار إلى أن الصحة النفسية مكونة من أربع وحدات وهي الأخلاق والتكيف على ظروف الحياة، والمرونة والصبر قائلا «اللى يمر بأزمة وميقدرش يعديها ويرجع لحياته الطبيعية مرة أخرى وعدم القدرة على العمل والتطلع فهو لديه مشاكل بالصحة النفسية». وأوضح «عكاشة» أن حرية التعبير تساوي 30% من الصحة النفسية، وحدوث التوافق الاجتماعي من خلال استخدام العقل والثقة والمحبة، معلقا أن السعادة هي عملية عقلية أما اللذة فهي عملية وقتية وجسدية فالسعادة أقدر أوصلها بالعقل. وأكمل «عكاشة»: الحوكمة الرشيدة تحدث من خلال المساءلة والشفافية وتبادل الثقة، مسترسلًا بمثل كرة القدم، حيث يتحقق فيها تلك العوامل لأن مدتها 90 دقيقة يحدث فيها الشفافية وهي خروج اللاعب من المباراة عند الخطأ، والمساءلة من خلال التبديل بين اللاعبين والثقة من خلال لجنة التحكيم، مضيفا أنه خلال ال15 عاما القادمة هناك وظائف سوف تندثر ويبقي فقط الوظائف التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات، وهي متطور البرامج وبيانات الذكاء الاصطناعي.
